ماركات الموبايل

شركات الاتصالات والأغنيات الشعبية تاريخ من الاستفادة المتبادلة

التصنيف : شركات المحمول

عدد المشاهدات : 2010

أعلنت شركة فودافون مصر عن عرض كارت الكروت أو المعروف بعرض شحنة وشبرقة في النصف الأخير من شهر يناير من عام 2018، واعتمدت في دعاياها على نجوم المهرجانات أو الأغاني الشعبية -بمعناها الحالي المعروف- أوكا وأورتيجا وأحمد شيبه، الذين نجحت أغنياتهم خلال السنوات السبع الماضية نجاحًا كبيرًا، وانتشرت بين الجميع، في المواصلات والأفراح والحفلات، واعتمد الإعلان على نجاح الثلاثة بالإضافة إلى كلمات مُقفّاه ومُنغّمة تلتصق بسهولة بالعقل.

اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن عرض كارت الكروت شحنة وشبرقة من فودافون

تعتمد الإعلانات بالأساس على أغنيات موحدة القافية -على الأرجح- سهلة الحفظ ومُلحّنه بلحن سهل حتى تلتصق بالعقل، وهذا ما يُعرف بـ “دود الأذن – Ear Worm”، وهي الأغنيات التي تلتصق بالعقل بسهولة، ومن مراقبة تأثير أغنية شحنة وشبرقة نُلاحظ أنها أصبحت دودة أذن بشكلٍ واضح، حيث أنها انتشرت كالنار في الهشيم، وأصبحت من الأغنيات صاحبة المُشاهدة وأعداد الاستماع الكبيرة على المواقع المختلفة، وبالتالي نجاح المنتج التي تُروّج له الشركة وهو الكارت الذي سيصل بالمُستخدم إلى المكسب الأكيد دون حظ، مما يوضّح أن الشركة تستهدف الطبقة الاجتماعية الدُنيا، أو مُستخدمي الكارت بشكلٍ واضح.

اقرأ أيضًا: منافسة اعلانية شرسة بين أورانج وفودافون على شريحة المستخدم الشعبي

الشرائح الاجتماعية وتسويق شركات الاتصالات

يُقسّم -عادةً- رجال التسويق المجتمع إلى شرائح اجتماعية، منها الشريحة العُليا والشريحة المتوسطة والشريحة الشعبية أو الدُنيا، وكل شريحة اجتماعية لها لغة خاصة في مُخاطبتها وفي الإعلان عن السلعة المُناسبة لها، مثلًا إعلان RED من فودافون، والتي أعتمدت فيه الشركة على وجه أحمد عز كواجهة للإعلان عن نظام الفواتير، وهو نظام على الأرجح خاص بالشريحة الاجتماعية العُليا، مما عَكَس سبب تصوير الإعلان في مطاعم فاخرة ومحال تجارية ضخمة، بعكس كارت الكروت التي اعتمدت فيه على الغناء الشعبي أو المهرجات ونجومه أوكا وأورتيجا وشيبة، والتصوير في أماكن الشريحة الشعبية مثل السوق ومواقع البناء ومحال العصير.

اقرأ أيضًا: أحدث تسريبات Nokia 7 Plus و Nokia 1 المتوقع رؤيتهما في معرض MWC

نفس الشيء فعتله شركة أورنج مصر، حيث اعتمدت على نجاح مهرجان “لأ لأ” بما أثاره من انتشار وضجة في المواصلات وحفلات افتتاح المحال التجارية، وغيرها من المناسبات المُعتمدة بشكلٍ واضح على الجذب بالموسيقى العالية، وجعلت الشركة من الأغنية -والفنان أحمد أمين- جسرًا -بالمعنى الجيّد للكلمة- لإعلانها عن نظام انترنت Go، وهو نظام باقات شهرية يتميز بأقل سعر من المحاسبة بعد انتهاء الباقة، مما يُظهر أنه موجّه إلى الطبقات والشرائح المتوسطة والدُنيا، والتي قد تحتاج إلى شراء باقة إضافة 50 ميجابايت بجنيه مصري واحد فقط.

اقرأ أيضًا: تعرف على باقات إنترنت Go من أورنج

وشركة أورانج تحديدًا تعتمد على هذه الاستراتيجية حتى من قبل انتشار المهرجانات وتحوّلها إلى النمط الغنائي الشعبي الجديد، حيث اعتمد الشركة منذ أن كان اسمُها “ألو” على المطرب الشعبي الشهير حكيم في الترويج لعرض “ألو دويتو”، وهو عرض يُتيح للمستخدم شراء خط ألو مع هاتف محمول، وقتها اعتمدت الشركة على نجاح ألبوم “ياهوه”، والتي استخدمت منه الأغنية الرئيسية في الدعاية للعرض المذكور. وبعد تحويل اسم الشركة إلى “ألو موبينيل” ظهر حكيم مرة أخرى في إعلان يعتمد على نجاح أغنية “تليفون صغير” أو المعروفة أيضًا باسم “طمنني عليك”، والإعلان في أساسه لا يقول شيئًا ولا يُعلن عن شيء، فقط صوت حكيم والكلمات السهلة البسيطة مع تحوير بسيط حتى تُناسب شركة الاتصالات وفقط.

واعتمدت شركة أورنج أيضًا من قبل على النجم الشهير أحمد عدوية في الترويج إلى خط المصري، وهو الإعلان الذي لم ينتشر انتشارًا كبيرًا بسبب ضعف الكلمات واللحن غير اللائق بها، وكان ذلك قبل أن يظهر حكيم مرة أخرى لكن في إعلان حديث لشركة فودافون عام 2016، للترويج لعرض مزيكا ببلاش عن طريق أغنية “حلاوة روح”، والتي كانت أحد أنجح أغنيات عام 2014 وقت صدورها بصحبة الفيلم التي تخطت الأغنية شهرته.

لكن لماذا أصبح الاعتماد مُنصبًّا حول الأغنيات الشعبية والمهرجانات؟

بالأساس، الأغنيات الشعبية والمهرجانات هي الأغنيات المُعبرة عن مجموعة كبيرة من البشر، تتحدث عن مشكلاتهم وهمومهم الاجتماعية وما يواجهونه في يومهم، وتعتمد تلك الأغنية على ما تُسمى “لغة الشارع” في كل وقت، مثلًا، لا يُمكنك حاليًا أن تُصادف كلمة “ممنون” في الأغنيات الشعبية -وغير الشعبية- بسبب اختفاء الكلمة من الشارع، وعدم اعتماد أكبر عدد من البشر عليها في حديثهم اليومي، لذلك يُركّز كُتّاب الأغنيات الشعبية والمهرجانات على قاموس اللغة الشعبية لكتابة أغنياتهم ومهرجاناتهم.

اقرأ أيضًا: تسريب يكشف عن هاتف من الفئة المتوسطة لـHTC ستعلن عنه في مؤتمر MWC

ومنذ ما يقرب من سبع سنوات أو أقل قليلًا، أصبحت المهرجانات والأغنيات الشعبية هي الأشهر بين أكبر عدد من البشر، وهي الأكثر انتشارًا أيضًا، ورسّخت وجودها كأحد أكثر الأغنيات استماعًا، لذلك قررت شركات الاتصالات الاستفادة من ذلك الانتشار، عن طريق الاعتماد على نجاح مغني شعبي أو نجاح أغنيته في الدعاية إلى العروض والأنظمة الجديدة، حتى تضمن انتشارها بين أكبر عدد من البشر، حتى تجني الأرباع التي تُصنّفها كحملة دعائية ناجحة.

اقرأ أيضًا: طرق بسيطة للتعرف على التطبيقات المزيفة في متجر جوجل

تلك الملاحظة الصغيرة، هي التي تضمن لهم الحصول على المراد، والفوز بالأرباح الطائلة، حتى لو لم يشتر المُستهلك العرض أو النظام الجديد -وهو ما لا يحدث عادةً-، فإنهم ينجحوا في تثبيت الإعلان والأغنية في عقله، مما يفيدهم على المدى القريب إلى إنتهاء مدة النظام أو العرض، ويُفيد النجم وأغنيته الشهيرة على المدى البعيد، حيث يُمكن أن يتذكره الناس بالإعلان وليس بالإغنية الأصلية.

التعليقات



    كن اول من يضع تعليق !