منذ فترة أعلنت شركة ابل عملاق التقنية الأمريكية الشهيرة، وصاحبة هواتف ايفون الأكثر شهرة حول العالم، عن نيتها تطبيق نظام جديد لمسح الصور والفيديوهات المرفوعة على خدمة Icloud الشهيرة، بحثا عن صور أو فيديوهات تحمل اساءة جنسية للأطفال.
منذ الاعلان عن الخبر والعديد من المستخدمين والمؤسسات المتخصصة في مسائل الخصوصية، لم يعجبهم الأمر، ما دفعهم لتوقيع عريضة مفتوحة تخاطب أبل لألغاء هذه الخاصية. خوفا من استخدامها بشكل غير صحيح بالاضافة لاعتبارها تقتحم الخصوصية وتفتش في البيانات التي يقوم المستخدمين بتخزينها.
واليوم استجابت أبل لهذه المطالب وتعيد النظر فيها. حيث صرحت حرفيا “استمعت لوجهات النظر السلبية في هذا الشأن، وإنها تعيد النظر فيه في الوقت الراهن”.
ومن الواضح ان ابل تخطط لتمرير يوم الاعلان عن هواتف ايفون الجديدة وعلى رأسها iphone 13 بأقل قدر ممكن من الأثار الجانبية. خاصة أن مجموعة من العاملين بها قاموا بتدشين موقع الكتروني للكتابة عن حالات الاساءة لهم خلال العمل في الشركة.
لكن لا نعلم حتى الأن ما هي خطة أبل المستقبلية. فقد سبق وأعلنت عن تأجيل خطتها لمنع تعقب التطبيقات للمستخدمين بعد انتهائهم من التعامل معها، ثم سرعان ما أعلنت عنها من جديد وطبقتها، ما دفع كبار الشركات المسئولة عن مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر وغيرها لاتهام ابل بتهديد مجانية الأنترنت نتيجة عدم قدرتهم على تتبع المستخدمين واستهدافه اعلانيا، كما قامت هذه التطبيقات باتخاذ اجراءات ضد ابل منها ازالة شعار الحساب الموثق من حساب ابل على موقع فيس بوك. وغيرها.
هل تقنية مسح حسابات icloud سيئة؟
حتى الأن. ربما لا يهتم المستخدمين العاديين بوجود هذه التقنية من عدمها. لكن المستخدمين المهتمين بحماية خصوصيتهم قد يجدون أنفسهم متضايقين، خاصة من اعلان ابل عن ان المواد المرفوعة على اي كلاود ربما تخضع لتدقيق من أشخاص بشريين وليس مجرد أدوات الكترونية تقوم بتحليل الصور ومقاطع الفيديو.
الغريب في الأمر أن أبل اعلنت في خضم هذا الأمر عن أنها تقوم به منذ ٢٠١٩ على الملفات المرفوعة عبر تطبيق البريد الالكتروني الخاص بها. دون أن يدقق قطاع كبير من المستخدمين المهتمين بالخصوصية بهذا الأمر.
فربما لا تكون هذه السياسة سيئة حتى الأن. لكن وجود المبدأ بحد ذاته يضع مسمار في نعش سياسة الخصوصية القوية التي انتهجتها أبل منذ نشأتها. وشعارها الدائم أن ما يحدث على ايفون يظل على ايفون. وهو نفس الشعار الذي تداعب به ابل مشاعر مستخدميها. حيث تخبرهم طوال الوقت أنها لا تقوم بتخزين بيانات بصمات الاصابع أو الوجه لديها. ما يقنع قطاع كبير من المستخدمين للاقبال على الشراء.
أبل والخصوصية
وهذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها ابل صراع على الخصوصية. حيث رفضت من قبل الكشف عن كلمة سر هاتف لشخص اشترك في هجوم ارهابي، على الرغم من دخول المباحث الفيدرالية والمخابرات الأمريكية CIA جنبا الى جنب مع المحاكم الأمريكية لمناشدة أبل مساعدتها فتح الهاتف.
على كل حال ستخبرنا الفترة القادمة – ربما الشهور القادمة – عن خطة أبل التدقيق في الصور المرفوعة على اي كلاود. وهل أجلتها أبل أم ألغتها بالكامل.
ملاحظات
- نظام التشغيل الذي تم ذكره على أنه آخر الأنظمة التي تقبل بها الهواتف الذكية الواردة في المقال، هو النظام المذكور على الموقع الرسمي للشركة في الوقت الذي تم كتابة المقالة فيه، وبعض الهواتف الذكية قد تقبل الترقي للإصدارات الأحدث من أنظمة التشغيل.
- أسعار الهواتف الذكية الواردة في هذا المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، والأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.