كل ما تود أن تعرفه عن بطاريات الهواتف الذكية
تعتبر بطاريات الهواتف الذكية من أهم أجزاء الهاتف الخاص بنا، ومن شأنها أن ترفع أو تقلل من جودة الهاتف، بل وفي بعض الأحيان تكون بمثابة عامل في تحديد سعر الهاتف، ومع ذلك لا تزال البطاريات خصوصاً نوع “ليثيوم أيون” المستخدمة في أغلب الأجهزة إن لم تكن جميعها، غامضة للعديد من المستخدمين، وهناك عدة أسئلة تتعلق بالبطارية تحير الجميع مثل: كم ستعمل البطارية في مدة الشحن الواحدة؟ وكم تستغرق عملية الشحن؟ وما الفرق بين أنواع بطاريات الهاتف المتواجدة؟ ولذلك خصصنا مقالة اليوم للإجابة عن معظم هذه الاسئلة الشائعة.
وقبل الإجابة عن الأسئلة، يجب أن نتعرف على المصطلح الشائع الذي دائمًا ما يأتي مع بطاريات الهاتف، وليس من الضروري أن نكون على معرفة شاملة بالكيمياء لمعرفة بعض المعلومات حول البطاريات، فإنه من المفيد على الأقل فهم معنى المصطلح الأساسي لكلمة “مللي أمبير – mAh”.
«مللي أمبير» هو مُصطلح للتعبير عن السعة الكهربائية للبطاريات، مثل الكيلومتر للمسافة، و كيلوجرام للوزن، وجميع البطاريات التي نستخدمها مثل بطاريات السيارات والهواتف وغيرها يتم قياسها بالمللي أمبير.
هل لديك هاتف محمول وتريد أن تعرف سعة بطاريته؟
كل ماعليك هو القيام باستهلاكها وأنظر كم الوقت الذي استغرقته للاستهلاك بنسبة 100%، فإذا استمرت معك البطارية لمدة ساعة، فأنت هنا تملك بطارية سعتها 1000 مللي أمبير، وإذا استمرت ست ساعات ونصف، فأنت هنا تملك بطارية سعتها 6500 مللي أمبير، طريقةٌ سهلة، أليس كذلك؟
لماذا بطارية هاتفي سيئة ولا تصمد كثيرًا؟ وهل من الممكن استبدالها؟
إن عمر البطارية وصحتها مرتبط بالوقت الذي تقضيه على هاتفك في الألعاب وأداء المهام المختلفة، وعليك أن تضع في الاعتبار أن البطاريات التي تمتلك mAh أعلى (مللي أمبير/ الساعة) تعمل لفترة أطول ودورة حياتها بالطبع أطول من البطاريات الأصغر حجمًا
و يعتمد هذا الأمر أيضًا على الطاقة المستهلكة من البطارية، سواءً في تشغيل شاشة الهاتف، أو في إدارة التطبيقات والخدمات، ويمتلك كل هاتف معالج CPU وذاكرة عشوائية “رام” التي عادة تستهلك طاقة أقل، ولكن مؤخرًا يتم استهلاك الكثير من سعة البطارية بسبب المميزات العديدة التي طرحت على الساحة، مثل الواقع الإفتراضي، والرسوميات، بالإضافة إلى شاشة AMOLED، وتعمل الشركات المصنعة على جعل الأمور أفضل، لكن مُشكلة المستخدمين أنهم يريدون هواتف أقل حجماً، والبطاريات ذو السعات الكبيرة تحتاج إلى مساحة كبيرة، حيث معروف أن البطاريات دائماً ما تكون صغيرة الحجم لأن المصنعين يتعمدون أن يجعلوها صغيرة الحجم حتى تتناسب مع الجهاز، وإذا أردت بطارية كبيرة السعة سيؤثر هذا بالسلب على حجم الجهاز لان البطارية ستكون كبيرة الحجم، ويُمكننا أن نرى مخازن الطاقة التي تُخزن أكثر من 10.000 مللي امبير، هل ترى كم حجمها؟ هذا الحجم من الصعب أن يكون لهاتف ذكي!
وإذا رتبنا مكونات وتطبيقات الهاتف في قائمة من حيث أكثرهم استهلاكًا للبطارية، سوف نجد أن الشاشة تأتي على رأس تلك القائمة وخاصة إن كانت تعمل بدقة عالية أو كانت مضيئة في أغلب الوقت، ثم يأتي بعدها وسائل الاتصال المختلفة مثل (Wi-Fi – 3G – 4G- GPS- Bluetooth- NFC) والتي تستهلك حيزًا ليس بالقليل من بطارية الهاتف أيضًأ، فحاول أن لا تستخدمها لمدة طويلة، أو حاول أن تقلل الاستهلاك كلما استطعت.
ومن المتوقع أن بطاريات الهواتف الذكية في العام المقبل ستقدم ضعف قوة البطاريات الحالية، حيث توصل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى تقنية جديدة ببطاريات الليثيوم التي يُستخدم بها رقائق ليثيوم معدنية بدلاً من الجرافيت المُستخدم في البطاريات الحالية، ويعتقد أن الرقائق المعدنية تعمل على تحقيق كثافة في الطاقة المُنتجة مما سيؤدي إلى زيادة في وقت إستخدام الأجهزة التي تعمل عليها هذه البطاريات مثل الطائرات بدون الطيار والتي ستكون أولى المنتجات التي ستحصل على هذا النوع من البطاريات، بالإضافة إلى الهواتف الذكية والسيارات.
كيف أحافظ على عمر بطارية هاتفي؟
إليكم بعض النصائح التي من شأنها أن تساعد على إطالة عمر بطارية الهاتف الذكي لديكم:
- قم بشحن الهاتف قبل أن يطلب منك هذا، وعادة تظهر تلك الرسالة قبل 15%.
- يمكنك إزالة كابل الشاحن قبل انتهاء عملية الشحن، ولكن من المفضل أن تتركه ينتهي حتى 100% إذا استطعت (لا تترك الهاتف في الشحن لساعات طويلة).
- حافظ على الهاتف بعيدًا عن درجة الحرارة المرتفعة.
- وفَر طاقة البطارية عن طريق غلق الخدمات التي لا تحتاجها، وقم أيضًا بتقليل إضاءة الهاتف.
ما هي أنواع بطاريات الهاتف؟ وما هي الأفضل بينهم؟
رأينا خلال السنوات القادمة عدة أنواع من بطاريات المحمول تظهر لفترة وتختفي بعد ظهور الأحدث والأكثر تطورًا، وكانت أول بطارية تُستخدم في الهواتف هي Nickel-Cadmium / Ni-Cd، ويتم استخدامها في عدة أجهزة إلكترونية أخرى، ولكن كانت مشكلة هذه البطاريات دائمًا في الذاكرة، حيث لم تتمكن من الصمود لفترة طويلة بمرور الوقت، وحاليًا تُسيطر بطاريات Lithium-ion / Li-ion و Lithium-polymer / Li-Po على أسواق الهواتف الذكية.
بطاريات Lithium-ion:
بطاريات Lithium-ion واختصارها (Li-ion) من المعايير المعروفة في عالم الهواتف الذكية، وتتميز بحجمها الخفيف وطول دورة الحياة، ويعد تصميمها النحيف من أبرز مميزاتها، ولكن من عيوبها استيعاب مرات شحن محدودة من 300-1000 مرة شحن، وتعتبر من أخطر البطاريات من حيث الأمان؛ بسبب تعرضها لارتفاع الحرارة بسهولة وربما تنفجر؛ وذلك لأنّها تم تصنيعها بالأصل من مواد قابلة للاشتعال، ومن الأفضل دائمًا شحنها على الأقل بنسبة 40%، وتجنب تركها متصلة في الشاحن لساعات طويلة.
وتتم عملية شحن هذه البطاريات بسرعة كبيرة حتى تصل 80% ثم يتم تقليل سرعة عملية الشحن حتى تصل إلى 100%.
بطاريات الليثيوم بوليمر LiPo:
أصبحت بطاريات الليثيوم بوليمر “LiPo” شائعة بشكل كبير مؤخرًا، وهي تشبه بطاريات Li-ion في عدة مواصفات، إلاّ أنّها تعتبر أكثر مرونة، ويُمكن استخدامها في أجهزة أصغر حجمًا، وتقدم طاقة بكثافة أكبر وهي أيضًا أخف في الوزن.
ومع ذلك، تظل هناك بعض العيوب، حيث أنّها باهظة التكلفة وأيضًا قابلة للاشتعال بنسبة أكبر، ومن الخطورة أن تترك البطارية تفرغ تمامًا حتى يُغلق الهاتف، حيث ستصبح عملية الشحن القادمة مضطربة وصعبة مع بعض الشواحن العادية.
هل يجب شحن الهاتف الذكي لفترة أطول عند شحنه لأول مره؟
هذا الأمر ليس له أي فائدة مع بطاريات الليثيوم الجديدة، ويجب عليك أن تلتزم بمدة الشحن العادية وإزالة الشاحن بعد الانتهاء، ومن الممكن أن هذا الأمر كان ملائمًا مع بطاريات الكادميوم القديمة.
هاتفي لا يصل أبدًا إلى 100% عند الشحن، لماذا؟
إذا حدث أن شحن هاتفك لا يمكنه أن يزيد أبدًا عن 90% أو 95% ولا يمكنه أن يصل إلى 100% مهما انتظرت، فيجب أن تغلق الهاتف فورًا وقم بإعادة تشغيل الهاتف، وانظر إلى النسبة إن كانت تغيرت، فقد يحدث هذا عندما يوشك عمر البطارية على الانتهاء.
ويحدث هذا إمّا بسبب تعرض الهاتف لدرجات حرارة عالية، أو بسبب الاستهلاك الزائد لفترة طويلة، وهناك بعض المواقع قد تساعدك للكشف على أداء وتحليل البطارية، ولكنها لن تساعد في إطالة عمر البطارية الافتراضي.
هل يجب تفريغ البطارية وشحنها من جديد للحفاظ على عمرها الافتراضي؟
لا، هذا الأمر يعد بمثابة أسطورة من ضمن الأساطير المتناقلة عن بطاريات الهاتف، حيث أنّه لا توجد ذواكر في بطاريات الهواتف الذكية من الليثيوم للتأثير على عمر البطارية الافتراضي.