فجأة وبدون مقدمات أو تسريبات وصل لمجتمع الأعمال المصري خبر استحواذ شركة STC الخاصة بالاتصالات السعودية على فودافون مصر . في صفقة يتكهن عدد كبير من العاملين في مجال الهواتف الذكية وشركات الاتصالات برقمها لكن الرقم الأقرب للصواب هو ٢.٣٩٢ مليار دولار في صفقة تعتبر من أكبر الصفقات في عالم الاتصالات في مصر.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا. ما هو الجديد الذي ستقدمه فودافون بحلتها الجديدة السعودية؟ وهل تستطيع STC تعويض المبلغ الضخم الذي أنفقته في صفقة الشراء من خلال دخولها السوق المصري؟ وما هي الأوراق التي ستستعملها STC من أجل الوصول لأهدافها؟ هذا هو ما نستعرضه معكم من خلال هذا التقرير.
شبكات 5G من STC
ينتظر قطاع واسع من المستخدمين بدء التشغيل الفعلي لخدمات 5G القادرة على تقديم سرعات مميزة للأنترنت والأتصالات على الهواتف الذكية. بسرعة يقال أنها تصل من ١٠ الى ٣٠ ضعف سرعات شبكات 4G الموجودة حاليا فيما يعد نقلة ضخمة في عالم الاتصالات وخدمات مشاهدة المحتوى عبر الأنترنت والذي يحتاج لسرعات أنترنت كبيرة.
ومن المتوقع أن تلعب STC بعد استحواذها على فودافون مصر بورقة شبكات الجيل الخامس من أجل جذب قطاع أوسع من المستخدمين لشبكتها. ستكون هذه المحاولة هي الخطوة الأولى من بين خطوات كثيرة من المتوقع أن تلجأ لها فودافون في الفترة القادمة لبداية اعادة تشكيل سوق الاتصالات في مصر لصالحها وبشروطها. كونها واحدة من أكبر وأهم اللاعبين في سوق الاتصالات في مصر.
اشتراطات تنظيمية على فودافون مصر
لكن من ناحية أخرى فأنه على فودافون مصر إن أرادت اللعب في سوق الاتصالات المصري أن تلتزم بالاشتراطات التنظيمية لأسواق الاتصالات المصرية وهي القواعد التي تحددها الشركة المصرية للأتصالات والتي تعتبر المستحوذ الأكبر على قطاع واسع من المستخدمين ومشغل خدمات المحمول والهواتف الأرضية وخدمات الأنترنت فائق السرعة ADSL أيضا
ولا تأتي قوة المصرية للأتصالات كونها لاعب أساسي في سوق الهواتف الذكية وعالم الاتصالات في مصر فحسب. بل كونها الشركة التي تمثل الحكومة المصرية والتي تحصل على الكثير من الامتيازات نتيجة هذه العلاقة.
هل تغير فودافون مصر شكل شبكات الاتصالات في مصر؟
ربما من المبكر القول أن فودافون ستكون قادرة على تغيير شكل الاتصالات في مصر. لكنها بالتأكيد ستكون أكثر انفتاحا على رخصة شبكات الجيل الخامس للأتصالات. هذه الرخصة التي اختبرتها شبكة STC وأصبحت على دراية كاملة بكيفية تشغيلها والاستفادة منها وتقديم خدمة عملاء قائمة على الاحترافية والعدالة في تقديم الخدمة.
وربما السؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه في هذا الصدد: ماذا عن الأسعار؟ وهل تستطيع الشريحة الحالية من المستخدمين مع فودافون تحمل المبالغ التي سيطلب منهم دفعها للالتحاق بنادي الجيل الخامس؟ ماذا عن قدرة الهواتف الذكية الموجودة في الاسواق حاليا من تشغيل الجيل الخامس لشبكات الهاتف المحمول. أم أن طفرة الاتصالات التي ستحدث في السوق العربي يتطلب لها طفرة أخرى على صعيد أجهزة الهواتف الذكية والكمبيوتر والتابلت القادرة على الوفاء بتطلعات المستخدمين المتسعة؟
ملاحظات
- نظام التشغيل الذي تم ذكره على أنه آخر الأنظمة التي تقبل بها الهواتف الذكية الواردة في المقال، هو النظام المذكور على الموقع الرسمي للشركة في الوقت الذي تم كتابة المقالة فيه، وبعض الهواتف الذكية قد تقبل الترقي للإصدارات الأحدث من أنظمة التشغيل.
- أسعار الهواتف الذكية الواردة في هذا المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، والأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.