قامت شركة الحماية ومقاومة الفيروسات كاسبرسكي لاب الروسية بعد اعتنائها بالمستخدمين ضد هجمات القرصنة والفيروسات المدمرة للحاسبات لأكثر من 20 عامًا، بالالتفات إلى مستخدمي الهاتف الذكي عن طريق إطلاقها لمنصة بسيطة منذ سنين لحماية الجوالات الخاصة بالمستخدمين الذين يقومون بتحميلها من الهجمات المخربة من الفيروسات أو أنواع البريد المؤذي، ولكن لم يلتفت العديد لتلك المنصة إذ يعتبر الهاتف الذكي نظام آمن نسبيًا ضد الفيروسات، ولكن منذ فترة قام بعض القراصنة بتطوير العديد من البرمجيات المخربة للهاتف الذكي، والتي بدأت في الإنتشار منذ فترة قصيرة، كما ازدادت الهجمات عن طريق البريد المؤذي للهاتف الذي يقوم بأفعال لا ترغب بها، مثل تحميل التطبيقات الختلفة دون إرادتك، أو إظهار صفحات إعلانية عشوائيًا بمجرد إتصالك بالإنترنت وغيرها من الأساليب المزعجة، ويحدث هذا بمجرد الدخول لبعض المواقع الإلكترونية الغير موثوقة يصبح هاتفك ضحية لكل تلك البرمجيات الخبيثة التي تبدأ بإحداث بعض الأعطال هاتفك تدريجيًا، إلى أن تضطر في النهاية للبحث عن حل أو حذف كل بياناتك المتواجدة على الهاتف من أجل تفادي الإزعاج والأعطال الذي تتسبب فيه هذه البرمجيات الخبيثة.
منذ فترة تم إكتشاف ثغرة في الشبكة الوهمية الخاصة التي تعمل في منصة الحماية من كاسبرسكي، أدت إلى انزعاج بعض المستخدمين وصدور الكثير من الشكاوى، حيث أن الشركة توفر خدمة تفعيل شبكة خاصة وهمية في تطبيقها، والذي يساعد المستخدمين في العديد من الأمور من أهمها حماية البيانات والخصوصية، ولكن من أجل تفعيل هذه الشبكة وضعت الشركة في تثبيتها أمر بالحصول على إذن المستخدم للوصول لبياناته الشخصية من أرقام الهاتف والموقع الحالي للمستخدم وبيانات الهاتف، والتي بدت كحركة غير منطقية من شركة الحماية، مما أثار غضب بعض المستخدمين، إذ قام البعض بالتعليق على الصفحة الخاصة بتطبيق كاسبرسكي الخاص بتفعيل الشبكة الخاصة الوهمية بذكر “لماذا يطلب مني تطبيق خاص بالشبكة الخاصة الوهمية بالحصول على تصاريح للدخول إلى بيانات الهاتف والموقع وأرقام الهاتف؟!” وعلق آخر “من المفترض أن يساعدني التطبيق على حماية بياناتي الشخصية ولكن التصاريح الخاصة به لتثبيته تطلب الكثير من البيانات الشخصية، لذا فإن تثبيته يلغي هدفه.”.
لتفسير هذا الخطأ الذي حدث هو أن التقنية الخاصة بتفعيل الشبكة الخاصة الوهمية من شركة الحماية الروسية في الواقع لم يتم تطويرها من الشركة نفسها، التي عرف عنها واحدة من أكبر شركات الحماية في العالم والتي تعتني بخصوصية المستخدم وحمايته معًا، ولكن يقوم على بناء هذه التقنية شركة هوتسبوت شيلد وهي شركة مختلفة عن كاسبرسكي، وقامت الشركة الأخرى هوتسبوت شيلد بفرض هذه التصريحات لإستخدامها في مجال التشويق والإعلان، من حيث جمع بيانات المستخدم من حيث موقع الجغرافي وحالته ومعارفه عن طريق الموافقة على التصريح، لتستخدم هذه المعلومات في التسويق من ناحية التوجيه الإعلاني، أي توجيه الإعلان للشخص الأكثر قابلية لشراء منتج ما بنائًا على هذه المعلومات المجمعة، تقوم العديد من الشركات والتطبيقات بنفس الشئ معظم الوقت في بعض الأحيان دون حتى أن يلاحظ المستخدم، وقد يكون العديد من المستخدمون المعترضون على هذه السياسة من ذلك التطبيق قد وافقوا على هذه الشروط في تطبيقات أخرى، المشكلة أن تأتي هذه التصريحات كشرط لتثبيت أحد تطبيقات الحماية، خاصة من شركة كبيرة مثل كاسبرسكي المعروفة بصورتها سمعتها في مجال الحماية، في الواقع لم تكن حركة إدراج هذه التصريحات في التطبيق الخاص بالحماية من كاسبرسكي بحركة ذكية على الإطلاق من شركة الحماية الروسية، حيث أنها قد تضر كثيرًا بسمعتها وصورتها أمام مستخدميها.