خلال نهاية العام الماضي وبداية العام الجديد ظهرت مجموعة كبيرة من الهواتف الذكية المنتمية للفئات المختلفة والتي تضمنت عدد من التقنيات الجديدة بالإضافة إلى اعتمادها على تصميمات مختلفة أضافت بعض التنوع إلى سوق الهواتف كتصميمات الشقوق والثقوب والكاميرات المنبثقة من الأعلى، ومع ظهور تقنيات جديدة في عالم الهواتف الذكية يتحرك سوقها بالطبع ومن المفترض كما يتوقع الخبراء دومًا أم يكون تحركه إيجابيًا، ولكن هل هذا هو ما حدث بالفعل على مستوى مبيعات الهواتف خلال الربع الأول من عام 2019؟
هذا هو ما نجيب عليه من خلال هذا التقرير الذي نستعرض فيه أبرز أرقام وإحصائيات مبيعات الهواتف عالميًا خاصة تلك المملوكة للشركات الكبرى في هذه الصناعة.
إحصائيات مبيعات الهواتف للربع الأول من عام 2019
طبقًا لتقرير موقع IDC الإحصائي والمعني بعدد وحدات الهواتف الذكية التي تم توريدها من كل شركة وهو ما يمكن ترجمته بالطبع إلى مبيعات الهواتف الذكية، تم توريد 310.8 مليون هاتف ذكي خلال الربع الأول من عام 2019 أي بين شهري يناير إلى مارس، ويمثل هذا الرقم في مجمله انخفاضًا ملحوظًا عن مبيعات الهواتف للفترة ذاتها العام الماضي بواقع 6.6 بالمائة، مع العلم أن مبيعات الهواتف شهدت انخفاض على مدى السنوات الماضية للفترة ذاتها أيضًا بواقع 4.1 بالمائة في عام 2019 و3.5 بالمائة في عام 2017 وهو ما يكشف عن استمرار الانخفاض في عدد الوحدات المباعة من الهواتف الذكية عامًا بعد عام.
ويعلق أحد خبراء الموقع على هذا الانخفاض قائلًا أن السبب يعود إلى احتفاظ المستهلكين بهواتفهم لفترات أطول مما سبق بسبب ارتفاع أسعار الهواتف الذكية الجديدة من ناحية مع عدم تضمنها لتقنيات رائدة جديدة تستحق إنفاق مئات زائدة من الدولارات، كما ينتظر المستهلكين توافر خدمات الجيل الخامس من الاتصالات للبدء في شراء الهواتف التي تدعمها وهو الأمر المتوقع خلال عام 2020 مما يشير إلى أن العام الالي لن يشهد ارتفاعات كبيرة على مستوى المبيعات، ويضيف الخبير أن تذبذب السوق الأمريكي أثر بشكل كبير على المبيعات حيث انخفضت نسبة المبيعات في هذا السوق الذي يعد من بين أكبر أسواق العالم بواقع 15 بالمائة ليحقق أسوأ نسبة انخفاض عالميًا.
أما فيما يتعلق بتفاصيل مبيعات الهواتف للربع الأول من عام 2019، فلقد استمرت Samsung في الحفاظ على مكانتها في المركز الأول عالميًا محققة مبيعات تبلغ 71.9 مليون وحدة بانخفاض قدره 8.1 بالمائة عن العام الماضي، وقد يكون من بين أسباب هذا الانخفاض عدم توفر الفترة الكافية لقياس مبيعات هواتف Samsung الجديدة وعلى رأسها Samsung Galaxy S10 Plus بالإضافة إلى عدم توافر هواتفها المتوسطة الجديدة في الأسواق خلال هذه الفترة مثل هاتف Samsung Galaxy A70 على سبيل المثال، وهي الهواتف التي قد تحقق نتائج إيجابية خلال الربع الثاني.
في المركز الثاني جاء العملاق الصيني Huawei ليُعلن عن استمرار نجاحه في تنفيذ خطته للسيطرة على قمة سوق الهواتف الذكية، فلقد تمكنت الشركة من تحقيق مبيعات تبلغ 59.1 مليون وحدة في مقابل 39.2 مليون وحدة محققة نسبة ارتفاع في مبيعات الهواتف تبلغ 50.3 بالمائة لتكون الشركة الأولى من شركتين فقط تمكنوا من تحقيق ارتفاع في المبيعات من بين الشركات الست الكبرى عالميًا، ويأتي هذه الارتفاع الملحوظ في المبيعات على الرغم من أن هواتفها الجديدة الرائدة والمتوسطة مثل Huawei P30 Pro وHuawei P30 Lite تم طرحها قرب نهاية شهر مارس مما يعني أن حجم مبيعاتها الأكبر سيُضاف إلى مبيعات الربع الثاني لا الأول.
لا تزال Apple تعاني بشكل كبير كانعكاس واضح لانخفاض مبيعات هواتفها الأخيرة حيث انخفضت مبيعات الشركة بواقع 30 بالمائة كاملة محققة أكبر نسبة انخفاض من بين الشركات الست الكبرى وبفارق كبير للغاية عن أقرب الشركات انخفاضًا، وتمكنت Apple من بيع 36.4 مليون وحدة فقط خلال الربع الأول من عام 2019 بعد تمكنها من بيع 52.2 مليون وحدة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وعلى الرغم من هذه الانتكاسة إلا أن Apple حافظت على مركزها من بين الشركات الثلاثة الأولى، إلا أن المنافسة بينها وبين Huawei قد حُسمت بالفعل لصالح الأخيرة التي أصبح هدفها الآن منافسة Samsung على المركز الأول.
جاءت المراكز الأخرى من الرابع إلى السادس من نصيب Xiaomi وOppo وVivo على الترتيب، وفي الوقت الذي عانت فيه الأولى والثانية من انخفاض قدره 10.2 بالمائة و6 بالمائة، تمكنت الثالثة Vivo من تحقيق زيادة في مبيعات هواتفها تبلغ 24 بالمائة بواقع 23.2 مليون وحدة وهو ما مكنها من الاقتراب بشكل كبير من Oppo التي حققت مبيعات قدرها 23.1 مليون وحدة.