مقارنة بين Spotify و Apple Music، فأيهما الفائز؟

مقارنة بين Spotify و Apple Music، فأيهما الفائز؟

 

من المؤكد أنك لاحظت انتشار خدمات الموسيقى الإلكترونية وتدفقها المستمر مؤخرًا، فقد تحولت الملكية الموسيقية من مادية ورقمية واسطوانات مدمجة أو شرائط كاسيت إلى ذاكرة تخزينية على الهاتف أو ذاكرة سحابية خاصة عبر الأنترنت، وقد وفَر ساهم تدفق الموسيقى عبر الإنترنت في إنعاش صناعة الموسيقى مرة أخرى بعد تدني وانخفاض المبيعات التقليدية لها عبر السنوات الأخيرة، حيث زادت نسبة التدفق الموسيقي لحوالي 42% من إيرادات الموسيقى العالمية، وذلك وفقًا لهيئة صناعة الموسيقى العالمية.

 

 

وتعتبر خدمات الموسيقى الرقمية من أكثر الخدمات نموًا في المبيعات في الفترة الأخيرة، فهي تمتلك جمهوراً يبلغ حوالي 68 مليون شخص حول العالم قد دفعوا بالفعل قيمة اشتراكهم في خدمات الموسيقى الرقمية، ونشهد على ذلك النمو من خلال النظر إلى عدد المستخدمين في عام 2010 وهو حوالي 8 مليون مستخدم، ليصل هذا العدد في عام 2014 إلى حوالي 41 مليون مستخدم.

 

 

وهناك الكثير من خدمات الموسيقى الإلكترونية المتميزة مثل خدمات ديزر، و نابستر، وموسيقى جوجل بلاي ويوتيوب و سبوتيفاي وغيرها، وكانت خدمة سبوتيفاي من أقدم الخدمات عُمرًا وأكثرها من حيث عدد المشاركين، وشهدت تفوق كبير على باقي المنافسين الذين سقطوا من حولها في الطريق إلى القمّة، لكن سبوتيفاي تلقّت ضربة قوية من خدمة موسيقى أبل (التي كانت تحمل اسم موسيقى Beats قبل استحواذ شركة أبل عليها عام 2014) لذلك سنقدم لك مقارنة بسيطة من خلال أهم النقاط التي تميز خدمات الموسيقى الرقمية بين أفضل خدمتين في السوق حالياً وهما سبوتيفاي وموسيقى آبل.

 

أولًا: خطط الاشتراك:

يستخدم الغالبية العظمى من مُستخدمي خدمة سبوتيفاي -100 مليون مستخدم- الخدمة المجّانية منها، لكن هناك حوالي 40 مليون شخص يستخدمون الخدمة المدفوعة بقيمة 10 يورو في الشهر، وبالطبع تتميّز النُسخة المدفوعة بأنها ذات جودة 320 ك.ب/ ثانية، بالإضافة إلى القدرة على الاستماع للموسيقى في حالة عدم الاتصال بالإنترنت والقدرة على البحث وإمكانية تخطّي الملفات في نسخة الهواتف الذكية، والنسخة المدفوعة بالطبع تكون خالية من الإعلانات.

 

 

تسمح لك خدمة سبوتيفاي بحوالي 6 حسابات بموجب الاشتراك في الحساب العائلي، وإن لم يتوفر لديك المال الكاف للاستمتاع بخدمات الموسيقى الإلكترونية، فإن خدمة سبوتيفاي ستكون وجهتك الأولى، فهي خدمة تُقدّم لك موسيقى مجّانية باشتراك مجّاني بجانب إمكانية استخدام الحساب المدفوع.

 

 

تأتي نسخة الجهاز المكتبي غير مُقيّدة من حيث خيارات البحث وخيارات البث، لكن في نسخة الهاتف الذكي ينتقل المُستخدمين ما بين الفنانين والقوائم ولكن مع إمكانية تخطّي الأغاني بمعدل ست مرات فقط في الساعة، وبالطبع هناك إعلانات وتصل دقّة البيانات إلى حوالي 160 ك.ب/ث.

عدّلت خدمة سبوتيفاي قيمة اشتراكها الشهري لخطّة الاشتراك العائلي التي كانت بقيمة 30 جنيه استرليني (38 دولار) لتصبح بقيمة 15 جنيه استرليني (19 دولار) والتي يُمكنها تغطية ستّة مُستخدمين.

موسيقى آبل:

على الرغم من أن خدمة موسيقى أبل قد وصلت إلى ساحة المعركة في وقت متأخر، إلا أنها أحدثت ضجة كبيرة، ولديها حالياً تقريبًا نصف عدد المُشتركين في خدمة سبوتيفاي (حوالي 17 مليون)، وفي الحقيقة ارتفع عدد المُستخدمين في خلال عامين بشكل مذهل.

لا يحتوي تطبيق موسيقى آبل على ميزة الحساب المجّاني ولكن يتوفر نسخة تجريبية مجانية للتطبيق تصل إلى ثلاثة شهور، وللاستمتاع إلى الموسيقى سواء أثناء اتصالك بالإنترنت أو لا، أو الوصول إلى أكثر من محطة راديو، ستكون الرسوم الشهرية حوالي 10 جنيه استرليني (12 دولار).

 

الفهرس والمحتوى:

– سبوتيفاي:

قد يكون الأمر رائعاً عند الحديث عن حجم الفهرس ومنصّة الدعم لتطبيقات الموسيقى الإلكترونية، بالنسبة لخدمة سبوتيفاي فإنّها تدّعي امتلاكها لأكثر من 30 مليون أغنية، وهو ما يعادل حوالي 230 سنة من الاستماع إلى ملفّاتها فقط، وهو بالطبع أمر جلل ومن أهم ما يميز سبوتيفاي عن باقي التطبيقات الأخرى، و ليس فقط في الأرقام وعدد الملفات ولكن في نوع المحتوى المختلف بالطبع، وتعمل خدمة سبوتيفاي مع ساعة أندرويد Wear kit وموسيقى بلاي ستيشن، وتمتلك خدمة سبوتيفاي ميزة رائعة وهي ميزة الاتصال التي تتيح للمشتركين المتميزين تشغيل الموسيقى من خلال أي سمّاعة أو تلفاز أو أي نظام صوتي.

– موسيقى آبل:

تستفيد خدمة موسيقى أبل بطبيعة الحال من مكتبة موسيقى آي تيونز التي تحتوي على 40 مليون ملف موسيقي، وتقوم الخدمة بتوفير حوالي 30 مليون ملف موسيقي منهم في خدمة الموسيقى الإلكترونية لتطبيق موسيقى آبل، وتتوفر خدمة موسيقى أبل أيضاً على تلفاز وساعة أبل وكار بلاي.

تجربة المستخدم:

– سبوتيفاي:

توفّر كلا الخدمتين واجهات بديهية وبسيطة للمُستخدمين، ويعتبر الكثيرون واجهة خدمة سبوتيفاي من الواجهات الرائعة وذلك لتميّزها بالشريط الجانبي البسيط وسهل الوصول، وتركّز الخدمة على المحتوى على مدار سنوات عملها، وتستعرض الصفحة الرئيسية للفنانين على أساس السياق، ويتم تحديثها باستمرار وإظهار الملفات الموسيقية الجديدة لإثارة اهتمامك، كما يمكنك ترتيب المحتوى على حسب النوع، وبناء على المسارات التي استمعت إليها في السابق.

تقوم علامة التبويب الجديدة “حفلة” بترتيب الموسيقى التي تناسب ذوقك الخاص، وهناك ميزة تمكّنك من معرفة الموسيقى الشعبية بالقرب منك، وهي اضافة جميلة للتعرّف على معجبي نفس الموسيقى من حولك.

 

عند الضغط على شكل الثلاث نقاط في واجهة أي ملف موسيقي يعمل في الوقت الحالي، تظهر خيارات مثل تشغيل الملف التالي، أو الإضافة إلى القائمة الخاصة بك، أو إضافة الملف إلى قائمة التشغيل، أو المشاركة بأي شبكة اجتماعية أو الحصول على الكلمات الخاصة بالأغنية أو التحميل.

وتأتي واجهة التطبيق بتجزئة أنيقة للشاشة إلى خمس أقسام وهم: المكتبة، والخاص بك، و الاستعراض، والراديو والمتجر أو البحث، وهناك أقسام ثانوية مثل موسيقى جديدة والقوائم المنسّقة التي يتم وصفها بشكل واضح داخل القسم.

ويحتوي قسم المكتبة على جميع موسيقاك الحيّة، وهذا يحتوي على الملفّات المخزّنة على هاتفك الذكي، وملفات الاسطوانة المدمجة وقوائم التشغيل الخاصّة بك وأي موسيقى قمت بحفظها والتي تم تحميلها أثناء الاستماع إلى ملفات الموسيقى وقت الاتصال عبر الإنترنت، أو التي تستمع إليها عبر الراديو من خلال خدمة موسيقى أبل، وبفضل التزامن مع خدمة المشاركة من iCloud، يُمكنك الوصول إلى جميع الموسيقى المُخزّنة عبر حسابك في آيتيونز.

 

إن خدمة سبوتيفاي تسمح لك بوضع ملفّاتك المخزّنة في جهازك على الواجهة أيضًا، ولكنّها ليست متكاملة، ويعتبر من أهم مميزات استخدامك لخدمة موسيقى أبل هو تجميع كل ملفاتك الموسيقية في مكان واحد.

 

سبوتيفاي:

لأولئك الذين يحبّون استكشاف نطاقات جديدة، فإن خدمة سبوتيفاي استطاعت أن تخطو خطوة إلى الأمام من خلال التركيز على عملية استعراض الموسيقى، وذلك لاعتمادها على خوارزميات بناء القوائم الشخصية، ومن أكثر المميزات شعبية في سبوتيفاي هي الاستكشاف الأسبوعي، والذي يستخدم نظام التعلّم العميق لإنتاج قائمة تشغيل من حوالي 30 أغنية كل يوم اثنين من كل أسبوع والتي غالباً ما تكون قريبة من عادات الاستماع لديك.

وهناك تركيز أيضاً على خاصية استكشاف الموسيقى الجديدة، فميزة الاستكمال الأسبوعية تعمل كرادار وتقوم بإرسال قائمة تشغيل لمدة ساعتين من موسيقى العلامات التجارية الجديدة في يوم الجمعة، لذلك لن تفوّت أحدث الإصدارات الموسيقية من الفنانين المفضلين لديك، ويكون انتقائاً من الأغاني المفضلة لديك أو التي استمعت إليها مؤخراً.

موسيقى آبل:

عند التسجيل في خدمة موسيقى أبل وعندما تضغط على الدوائر الحمراء، فإنك ستصل إلى أنواع مختلفة من الموسيقى والفنانين الذين يقدّمون لك مؤشرات لتفضيلاتك الأوّلية، ويتوفر لديك أيضًا خاصية الإعجاب أو عدم الإعجاب بملفّات معينة، وهذا سيحدّث من خلال عملية التوصيات التي ستظهر لك في المرّات القادمة بالطبع.

 

سبوتيفاي:

لا يقتصر المُحتوى فقط على ملفات الموسيقى، ولكن أرادت خدمة سبوتيفاي إطلاق فرع جديد من المحتوى وهو المحتوى المرئي، وهي متوفّرة في تطبيقات أندرويد أو iOS في قائمة التصفّح، ويضم مجموعة متنوعة من المقاطع، وهي عبارة عن مقتطفات من برامج التلفاز الشعبية، وتحتوي الآن على سلسلة بسيطة من المقاطع.

 

موسيقى آبل:

والأمر بالطبع لا يعد بمثابة تحدّي لموقع يوتيوب، لكن أغلب المستخدمين حريصون على معرفة كيف سيبدو الأمر وكيف سيتم تطويره، فقد وجّهت موسيقى أبل ضربة موجعة بتقديمها لراديو أكثر جاذبية وشمولاً، وهو بخلاف الخوارزمية التي تنتهجها سبوتيفاي والتي توصي لك بملفّات موسيقية لنفس الفنّان، كما أن خدمة موسيقى أبل متوفّرة على مدار السّاعة.

النتيجة:

على الرغم من أن الأمر استغرق أكثر من عام، إلّا أن موسيقى أبل لديها بالفعل 17 أكثر من مليون مشترك، بجانب جودة الصوت الرائعة ومحطة إذاعية وبساطة ملموسة في تقديم الموسيقى جميعها في مكان واحد بجانب برنامج آيتيونز.

ولكن وبعد هذه المقارنة التفصيلية نيتّضح أن خدمة موسيقى أبل قد تبدو أفضل قليلاً في الوجهة التي يقصدها كل مستخدم يريد الحصول على راديو  1 بيتس،  أو من يريدون جميع أغانيهم في مكان واحد، ولكن خدمة سبوتيفاي بلا شك هي الخيار الأول لمن يقدّرون سماع الموسيقى، ومن يحبّون الاستماع إلى موسيقى ذات جودة عالية، كما أن خيارات الاتصال في خدمة سبوتيفاي أفضل وأشمل.

لذلك بالرغم من سيطرة خدمة موسيقى أبل على جزء من سوق الخدمات الصوتية إلّا أن الخدمة السويدية سبوتيفاي تظل في الصدارة وصاحبة الصوت المسموع.

 

يعادي بعض الفنّانين خدمات تدفّق الموسيقى، بما في ذلك المغنيّة Adele والمغنّي Prince حيث قاموا بتقييد أعمالهم، وقد تعارضت خدمة سبوتيفاي مع الفنانين في العائدات وتوفير أجزاء مجّانية للمُستخدمين، ومن أشهر المواقف ما قام به المُغنّية الشهيرة تايلور سويفت بسحب قائمة أغانيها من خدمة سبوتيفاي.

تم عرض بعض ألبومات Jay-Z عبر خدمة تايدل بما في ذلك The Blueprint التي ظهرت بصورة حصرية، لكن خدمة موسيقى أبل خفّضت من الصفقات الحصرية مثل ألبومات  Dr Dree عبر خدمة موسيقى أبل فقط.

على الرغم من أن حصرية ملفّات الموسيقى قد تكون شيئاً مضراً لبعض الخدمات عن غيرها على المدى الطويل، إلا أن خدمة سبوتيفاي قد فكّرت في إبقاء بعض الموسيقى بعيدة عن إطارها المجّاني لجذب بعض الفنانين إلى المنصّة، والشيء المُميّز لكلى الخدمتين أنهما متوفّران على العديد من المنصّات، فهم متوفّران عبر الحواسب الشخصية وحواسب ماك (تمتلك سبوتيفاي مشغّل ويب أيضاً) وتطبيقات أندرويد وIOS.