تعتبر شركة كوالكوم واحدة من الشركات الضخمة المتخصصة في صناعة معالجات الهواتف الذكية حول العالم. واستطاعت خلال فترة زمنية طويلة نسبيا أن تتربع على عرش المعالجات حول العالم. لكن من الواضح أن دوام الحال من المحال في عالم الهواتف الذكية. فها هي شركة ميديا تك تزيح كوالكوم عن القمة حيث هيمنت الشركة التايوانية على 31% من حصة سوق الرقاقات العالمي متفوقه على كوالكوم.
لعبة الكراسي الموسيقية بين ميدياتك و كوالكوم
لكن في واقع الأمر فإن العلاقة بين كوالكوم وميديا تك تأخذ شكل لعبة الكراسي الموسيقية التي كنا نلعبها قديما. فالتفوق بين الشركتين يأتي ويروح بشكل شبه متعاقب. وما كان من تفوق ميديا تك سوى أنه حسم نتيجة الربع الثالث من العام المنصرم. فيما تتغير النتيجة باستمرار مع تغير الوقت.
ونجحت شركة ميدياتك عملاق صناعة الموصلات وأشباهها في استقطاب 31% من رقاقات الهواتف العالمية خلال الشهور الثلاثة محققة نمو سنوي بنسبة 5%، ومتغلبة على شركة كوالكوم بنسبة 2% في السوق على الرغم من كونها لم تبلغ القمة أو ذروة تفوقها فيما يتعلق بفئة ومجال رقاقات الجيل الخامس 5G الذي يعتبر مجالا جديدا عليها بشكل نسبي حتى الأن.
ميدياتك هي الأوسع انتشارا
واليوم وبشكل رسمي تصنف ميدياتك أكبر مصنعي الرقاقات مبيعا في العالم خلال الربع الثالث للمرة الأولى في حين كانت تقارير سابقة من العديد من الشركات المتخصصة في مراقبة السوق ومتابعة نتائج شركات صناعة المعالجات، أشارت التقارير إلى المنافسة الشديدة والصراع المحتدم بين الشركتين العملاقتين خلال الربع الثاني من نفس العام مع وصول حصتها السوقية في هذا الوقت الى 26%.
لكن السؤال الأهم الأن.. كيف وصلت ميدياتك الى هذا المستوى المميز من الأداء والمبيعات؟
السبب في تفوق ميدياتك
السبب هنا أن ميدياتك استهدفت بقوة السوق الصيني والهندي. وهي من الاسواق المعروف عنها اقبالها الضخم على شراء الهواتف الذكية. خاصة الهواتف في الفئة المتوسطة. وهي نفسها الفئة التي عملت ميدياتك على تزويد الشركات بمعالجات تخدمها مثل شركة شاومي على سبيل المثال. ومن هنا نتفهم السبب الحقيقي وراء قدرة ميدياتك على احتلال مساحة ضخمة وحصة سوقية كبيرة وازاحة منافسيها. لكن ماذا عن باقي الشركات العاملة في سوق الهواتف الذكية ومعالجاتها؟
بلغت حصة كوالكوم من السوق العالمي حوالي 29% فيما جاءت سامسونج في المرتبة الثالثة ومعها شركات بحجم أبل و شركة هواوي بحصة بلغت 12% تلتها شركة UNISOC بحصة سوقية قدرها 4%، وتشير التوقعات إلى تصدر شركة كوالكوم سوق الرقاقات خلال الربع الرابع وخصوصًا في ظل هيمنتها على فئة رقاقات الجيل الخامس. وقدرتها على دعم صناعة معالجات تسيطر على السوق أكثر وأكثر وتسحب البساط من تحت أقدام منافسيها. لكن هل تستطيع ميدياتك أن ترد الضربة من جديد وتعود للاستحواذ مجددا على حصة كبيرة من السوق؟ لن يجيب على هذا السؤال سوى الوقت فحسب. لكن كما قلنا فأن المنافسة السوقية بين الشركتين تأخذ في النهاية شكل لعبة الكراسي الموسيقية. فمن سيسحب المقعد التالي في هذه اللعبة الاقتصادية الخطرة بين عمالقة المعالجات حول العالم؟
ملاحظات
- نظام التشغيل الذي تم ذكره على أنه آخر الأنظمة التي تقبل بها الهواتف الذكية الواردة في المقال، هو النظام المذكور على الموقع الرسمي للشركة في الوقت الذي تم كتابة المقالة فيه، وبعض الهواتف الذكية قد تقبل الترقي للإصدارات الأحدث من أنظمة التشغيل.
- أسعار الهواتف الذكية الواردة في هذا المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، والأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.