اذا كنت تدخر المال من الأن للحصول على أحدث هاتف ايفون من المتوقع اصداره شهر سبتمبر المقبل. فبالتأكيد سيسألك صديق لك: لماذا تدفع هذا المال مقابل هاتف ايفون. بينما يمكن أن تدفع أقل من نصف المبلغ مقابل هاتف من شاومي على سبيل المثال. بينما كاميرا هذا الأخير ستكون بدقة 108 ميجا بيكسل كمستشعر رئيسي. في مقابل 12 ميجا بيكسل فقط في هاتف ايفون!
الإجابة على هذا السؤال تتطلب منا ان نفهم كيف تعمل كاميرات الهاتف بطريقة مبسطة. فالكاميرا تعتمد على المستشعر الذي يلتقط الضوء فيخرج في النهاية صورة بجودة عالية. بمساعدة المعالج بالطبع القادر على التقاط العديد من الصور ودمجها سويا الكترونيا ليقدم صورة عالية الجودة. في اقل من ثانية هي الفترة بين الضغط على زر التصوير والتقاط الصورة.
حسنا.. ما الذي ستفعله بالصورة بعد التقاطها؟ تشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي؟ ترسلها لاصدقائك؟ في كل الاحوال اذا قمت بهذا الأمر لن تختلف دقة وجودة الصورة الملتقطة بعدسة 108 بيكسل عن الـ 64 أو حتى 12 ميجا بيكسل! فهذا الرقم هو الذي يحدد حجم الصورة. فمثلا الصورة الملتقطة بعدسة 108 ميجا بيكسل يمكن طباعتها على لوحة اعلانية أو ما شابه. لكن عند استخدام الصور رقميا او تخزينها على الهاتف. فلا فارق في الجودة.
من يستخدم كاميرات 108 ميجا بيكسل ؟
لكن في واقع الامر لا يقوم كل من يستخدم كاميرا 108 ميجا بيكسل بطباعة الصورة على لافتة عملاقة. بل فقط العاملين في مجال الاعلانات والدعاية على سبيل المثال. وهؤلاء يفضلون دائما استخدام الكاميرات الاحترافية DLSR وتتطلب الكثير من الخبرة والاتقان والتجربة لاستخدامها على الشكل الأمثل.
لكن اقبال المستخدمين المحموم على شراء هواتف بعدسات 108 ميجا بيكسل مثل Mi Note 10 Pro مثلا. ان دل على شىء فهو يدل على رغبة المستخدم في الحصول على رقم الميجا بيكسل الاعلى ظنا منه انه يعكس قوة اداء الكاميرا. وهو امر غير صحيح. وشركات تصنيع الهواتف تعلم انه غير صحيح لكنها مستمرة في مداعبة احلام المستخدمين بكاميرات (خرافية) باسعار منخفضة للغاية. وهو الذي لا ينعكس في النهاية على الاستخدام الفعلي
يذكرنا هذا الأمر بعدد الكاميرات التي يتم تضمينها الهواتف. فكل شركة تركز في الدعاية على كاميرات خلفية رباعية. وربما نجد من يقدم كاميرات خماسية وسداسية في المستقبل القريب! لكن هل هذه الكاميرات تعكس جودة تصوير عالية؟ ماذا عن التصوير في ظروف الاضاءة المنخفضة؟ وماذا عن (حشر) كاميرات بدقة 2 ميجا بيكسل للعمق او العزل والتهليل بعدها لعدد الكاميرات الخلفية التي لن تفيد المستخدم في 90% من سيناريوهات التصوير التقليدية!
المستخدمين اصحاب الخبرة هم فقط من يعلمون ان عدد الميجا بيكسل وعدد الكاميرات ليس هو المعيار في التصوير. فعدسة واحدة من جوجل او ابل قادرة على تقديم جودة مميزة للصور. وأن تعكس أداء حقيقي وقريب من الكاميرات الاحترافية. بينما تحاول باقي الشركات اللعب على مسميات اعلامية ودعائية لا تنعكس على الاداء النهائي لكاميرات الهاتف المحمول
ملاحظات
-
نظام التشغيل الذي تم ذكره على أنه آخر الأنظمة التي تقبل بها الهواتف الذكية الواردة في المقال، هو النظام المذكور على الموقع الرسمي للشركة في الوقت الذي تم كتابة المقالة فيه، وبعض الهواتف الذكية قد تقبل الترقي للإصدارات الأحدث من أنظمة التشغيل.
-
أسعار الهواتف الذكية الواردة في هذا المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، والأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.