يا صناع الهواتف الذكية.. توقفوا عن وضع كاميرات الماكرو

يوما بعد يوم تحولت كاميرات الهواتف الذكية الى العنصر الأساسي الذي يميز الهواتف الذكية المتقدمة أو الرائدة (فلاجشيب) مقارنة بالهواتف الذكية الأخرى الأقل من حيث السعر والمواصفات الفنية لكن هل يمكن اعتبار كاميرات الماكرو من ضمن الكاميرات القادرة على تحسين أداء الهواتف الذكية بالفعل؟

ليس غريبا أن يكون اضافة كاميرا هاتف رابعة ضمن أولويات شركات صناعة وتسويق الهواتف الذكية حول العالم. وهذا مسعى يُحترم في سبيل حث المستخدمين على زيادة الشراء. لكن فيما يبدو فقد فازت فرق التسويق على فرق التصميم في مباني صناعة الهواتف الذكية العملاقة. لذلك تم الاتفاق ضمنيا على مبدأ (كاميرات أكثر) وليس (كاميرات أفضل). حيث ستعمل فرق التسويق بانسيابية أكثر عندما تسوق هواتفها بأنها الهواتف التي تأتي بعدد أكبر من الكاميرات. وليس بأداء أفضل لهذه الكاميرات.

يا شركات صناعة الهواتف: شكرا على اللاشىء!

طبعا لا يمكن أن نجزم بأن الشركات رأت أن زيادة عدد الكاميرات أفضل من زيادة جودتها. لكن هذا هو الاستنتاج الذي وصلنا له. فكل الهواتف الذكية اليوم يتم التسويق لها من خلال عدد الكاميرات الخلفية الخاصة بها. لكن السؤال هو: هل تضيف كاميرات الماكرو أي جديد للهواتف التي يتم تزويدها بها؟ الإجابة هي لا. فصور الماكرو يمكن التقاطها بأي عدسة من عدسات الهواتف الذكية. حيث تقول التجارب أن الكاميرات التي تلتقط صور الماكرو لا تقدم الكثير للمستخدمين. لكن على كل الأحوال يتم (حشوها) في الهاتف لزيادة سعره وزيادة اقبال المستخدمين على الشراء فحسب.

العدد مقابل الجودة

لكن من ناحية أخرى نجد شركة مثل شركة أبل. والتي تدخل يوميا صراع جديد ضد شركات مثل شركة سامسونج أو شركة هواوي، لا تضمن هواتفها كاميرا ماكرو. خاصة تلك الكاميرات التي تاتي بدقة ٢ ميجا بيكسل والتي تقدم جودة ضبابية لا تتناسب مع كوننا في العام ٢٠٢٠. أن ابل تسعى طوال الوقت لتحسين تجربة التصوير لديها. لا لزيادة عدد الكاميرات بدون داعي. لذلك نجد أن هاتفها iphone 11 pro يقدم جودة تصوير فائقة مع ثلاث كاميرات خلفية فقط. هذه الكاميرات الثلاث قادرة على سحق هواتف أخرى تاتي مع ٦ كاميرات خلفية. لان تركيز هذه الشركات على تضمين اكبر قدر من الكاميرات بعيدا عن ما اذا كانت هذه الكاميرات قادرة على تقديم اداء جيد من عدمه.

زيادة وعي المستخدم عن كاميرات الماكرو

وهكذا نجد أن المعركة ليس معركة ادارة التسويق ضد ادارة التصنيع في شركات الهواتف الذكية. لكنها معركة وعي المستخدم بالمقام الأول. المستخدم الذي يجب عليه التفرقة بين الكاميرات التي يتم اضافتها فقط لتحسين عدد الكاميرات في الهاتف ودعم تسويق هواتف ذكية جديدة بعدد كاميرات كبيرة على حساب تسويق هواتف بجودة تصوير عالية وعدد كاميرات متوازن.

لكن مؤخرا نلاحظ أن الكثير من المستخدمين أصبحوا أكثر ادراكا أن كاميرات الهاتف ليست بالعدد بل بالجودة. وهذا ينعكس لدرجة كبيرة على سوق مبيعات الهواتف الذكية. فهل نصل الى اليوم الذي تهتم فيه الشركات بدعم ابحاث تطوير الهواتف وقدرات التصوير على حساب عدد الكاميرات؟

 

ملاحظات