في نقد نُقاد الهواتف المحمولة!
قبل اصدار الهواتف المحمولة الجديدة في الأسواق، تسعى الشركات للتأكد من وصول نسخ من هذه الهواتف لكبار مراجعي التقنية على المواقع المختلفة وعلى رأسها يوتيوب. لتتيح لهم الفرصة لتجربة الهواتف ونقل التجربة للمستخدمين، في سعيها للترويج لهواتفها بطريقة غير مباشرة.
فقد أثبتت أبحاث السوق أن التسويق غير المباشر له مفعول أقوى بكثير من التسويق المباشر المعتمد على الاعلانات الممولة على مواقع السوشيال ميديا أو الاعلانات التقليدية الأخرى.
تنافسية عالية
لكن ما الذي سيحدث اذا قررت مجموعة من الشركات اطلاق هواتفها في فترة زمنية متقاربة؟ وهي تقريبا الفترة من شهر اكتوبر الى ديسمبر من كل عام، حيث تدخل الشركات (معجنة) اصدار الهواتف، للحاق بالعام الذي يكاد ينتهي، لنيل أكبر شريحة من المبيعات والقتال على المراكز الثلاثة الأولى في عالم المبيعات والأرباح. حيث الأرقام وحدها هي الحكم على انتصار هذه الشركات على بعضها البعض؟
الذي يحدث هو أن مراجعي الهواتف يجدون أمامهم عدد ضخم من الهواتف وأجهزة التابلت والساعات الذكية. التي يجب أن يتخذوا بخصوصها قرار سواء بالتأييد أو الاعتراض. بدعوات الشراء أو الإحجام. كل هذا خلال أيام معدودة للحاق بالمواعيد التي تشترطها الشركات إما لاستعادة الهواتف أو لإصدار الفيديوهات ليكون لها التأثير المطلوب.
تجربة غير حقيقية لعالم الهواتف المحمولة
هل تعلم ما الذي يفضي اليه هذا الأمر؟ أن معظم الفيديوهات التي تظهر بالتزامن مع إطلاق الهواتف، تكون مُشوشة. أو عن تجربة غير كاملة للهاتف. ولا يوجد أي أرقام أو إحصائيات أو تجربة مستخدم طويلة المدي، يمكن أن تعطي للمستخدم القدرة على اتخاذ قرار شراء حقيقي مبني على تجربة فعلية.
والسباق اليوم – بين مراجعي الهواتف المحمولة – لم يصبح قائما على القادر على تقديم رأي أفضل. بل القادر على نشر الفيديو الخاص به في توقيت مبكر. لحصد المشاهدات من ألاف المتعطشين لمعرفة الجديد عن الهاتف الذي يبحثون عنه. سواء هواتف شركة أبل أو شركة سامسونج أو حتى شركات أخرى بحجم شركة شاومي أو شركة هواوي وغيرها من الشركات.
ليس هذا فحسب. بل أن بعض كبار المراجعين أصبح تركيزهم على زوايا تصوير الهاتف والديكورات المحيطة به. قطعات المونتاج المبتكرة و (تراكات) الموسيقى المصاحبة للمراجعة. لكن ماذا عن المراجعة نفسها؟! وهل يمكن أصلا تسمية الفيديوهات التي تصدر على عجل بعد اطلاق الهواتف بمراجعات حقيقية؟
انطباعات وليس مراجعات
الحقيقة أننا لا نعيد اختراع العجلة.. تعالوا نرى المراجعين في الغرب. فهم يصدرون فيديو انطباعات أولي عن الهاتف بالتزامن مع اطلاقه. ثم فيديو مراجعة بعد انقضاء فترة تسمح بالمراجعة. ثم فيديو بعد فترة طويلة نسبيا كمراجعة نهائية للهاتف بعد فترة طويلة من الاستخدام.
ولنكون منصفين. فأن العديد من المراجعين المصريين والعرب يقومون بهذا النهج. ويستطيعون التفرقة بين المراجعة الشاملة والعادية وفيديو الانطباعات. كل ما نقوله هو أنه يجب على المستخدم أن يتفهم أن المُراجع في النهاية ما هو إلا بشر. وأن رأيه ليس الحكمة النهائية التي لا يمكن مراجعته فيها. وأن ألف عامل وعامل يلعبوا أدوارا هامة في المراجعات الأولية بعد اصدار الهواتف.
أما ما سيحدث على أرض الواقع عندما تصدر الهواتف المحمولة الجديدة الفترة المقبلة.. فهذه قصة أخرى!
ملاحظات
-
نظام التشغيل الذي تم ذكره على أنه آخر الأنظمة التي تقبل بها الهواتف الذكية الواردة في المقال، هو النظام المذكور على الموقع الرسمي للشركة في الوقت الذي تم كتابة المقالة فيه، وبعض الهواتف الذكية قد تقبل الترقي للإصدارات الأحدث من أنظمة التشغيل.
-
أسعار الهواتف الذكية الواردة في هذا المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، والأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.
التعليقات
You must be logged in to post a comment.
كن اول من يضع تعليق !