يبدو أن عالم السياسة والاقتصاد من العوالم المتشابكة الى حد بعيد، حيث لا يمكن فصل عالم السياسة عن الاقتصاد والعكس. ومؤخرا ومع التحاق الرئيس دونالد ترامب بسدة الحكم في الولايات المتحدة الامريكية قرر فرض العديد من القرارات الاقتصادية الجديدة على العديد من الكيانات الاقتصادية الأمريكية الضخمة مثل موقع أمازون الالكتروني أو شركة أبل على سبيل المثال، وهي من الشركات المتخصصة في صناعة وتسويق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية القابلة للمس وتقديم المحتوى الذكي للمستخدمين.
لكن مؤخرا يبدو ان شركة Huawei الصينية سوف تقرر الخروج من السوق الأمريكي أو عدم تقديم المزيد من الهواتف الذكية المخصصة لهذا السوق على الرغم من حجمه الضخم. فما السبب الذي يرجع وراء هذا القرار الجرىء والصعب؟ من الواضح أن هناك الكثير من الأمور التي تجري خلف الكواليس والتي لا نعلم عنها الكثير، لكن من الواضح أن تعقيدات عالم السياسة هي الأخرى تضع الكثير من الضوابط والمحاذير على حركة الاقتصاد.
شد وجذب
وقال الكثير من المحللين مؤخرا أنه كان هناك الكثير من الشد والجذب بين حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وبين شركة هواوي، الأمر الذي سوف يدفعها في النهاية على ما يبدو للخروج من السوق الأمريكي وحشد قوتها الأنتاجية من أجل اقتحام وخدمة العديد من الأسواق الأخرى ولا سيما سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعلى مدار الوقت كان هناك دائما صراع طويل والعديد من المشكلات المتختلفة الاقتصادية والقانونية بين شركة التصنيع الصينية العملاقة “هواوي” والمتخصصة في صناعة الهواتف الذكية وتطبيقاتها وتسويقها وبيعها للمستخدمين حول العالم وبين وحكومة الولايات المتحدة لفترة طويلة، حيث حاولت الشركة اختراق السوق الأمريكية من خلال تقديم العديد من الهواتف الذكية التي حازت على اعجاب المستخدمين في امريكا والمناطق المجاورة لها لكن الحكومة الأمريكية دائما كانت ترفض محاولاتها وتحاول وضع العراقيل أمامها حتى لا تستطيع الحصول على حصة سوقية أكبر. والآن تشير التقارير المتبادلة والتي سلط الكثير من العاملين في المجال التقني والاقتصادي الضوء عليها إلى أن الولايات المتحدة لم تعد جزءا من استراتيجية هواوي العالمية، وبالتالي، ستخفض شركة هواوي مبيعاتها في السوق الأمريكي وستحاول تقليص حجم نشاطها الأقتصادي والتجاري هناك، بل أن بعض التقارير الاقتصادية تقول أنه ومن المتوقع أن تنسحب بالكامل من السوق الأمريكية بحلول نهاية هذا العام2018
رد هواوي
رداً على هذا التقرير، ذكرت شركة هواوي أنه فيما يتعلق بتطوير سوق الولايات المتحدة، لا يوجد شيء خارج عن المتوقع، أي أن كل الاختيارات مطروحة على الطاولة في هذه الفترة، حيث ان رد الشركة على هذه التقارير لا يعطي بيانًا واضحًا، ولكنها لم تنكر الخبر بالتأكيد. لذلك، فيمكن للكثير من الأشخاص حول العالم أن تصل الى استنتاج أو تخمين ان شركة هواوي ستقوم على الأرجح بالاستغناء عن الولايات المتحدة كسوق أساسي لها ومصدر مهم من مصادر التسويق الخاصة بالشركة
وقد أشار الرئيس التنفيذي لشركة هواوي “Xu Zhijun” إلى ان الشركة لا يمكنها تغيير بعض الأشياء، فمن من الأفضل ان توفر بعض الطاقة والوقت لخدمة الاخرين، ولتطوير المنتجات إلى الأفضل ولتلبية حاجة العملاء.” على حسب نص التعبير الذي أدلى به مؤخرا.
تكهنات
لكن يجب أن نقول أن كل هذه الأخبار والتوقعات تدور في فلك التسريبات والتكهنات، ويظل السؤال النهائي الذي نحاول أن نسلط عليه الضوء. هل ستخرج هواوي بالفعل من السوق الأمريكية؟ وما تداعيات هذا الأمر على باقي الأسواق التي تخدمها هواوي؟ وهل يمكن لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحقيق الفائدة من وراء هذا الخروج؟ هذا ما ستجيبنا عنه الأيام القادمة.