ماركات الموبايل

هل تنافس الهواتف الذكية الصينية كبار شركات الهواتف الذكية؟

التصنيف : مقالات

عدد المشاهدات : 2464

أصبحت الهواتف الذكية اليوم جزء لا يتجزأ من نمط الحياة اليومية لملايين الأشخاص حول العالم. وتعتبر سوق الهواتف الذكية واحدة من أوسع الأسواق في العالم انتشارا وأكثرها قدرة على تحقيق الأرباح بشكل كبير وسريع لعدد ضخم من الشركات المتخصصة في صناعة هذه الهواتف وإطلاقها في الأسواق العربية والعالمية على حد سواء.

لذلك لم يكن من الممكن أن تظل هذه الأسواق حكرا على الشركات الكبرى فحسب، بل كان من الواجب أن تدخل العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة على الخط، محاولة خلق مكان لها على الساحة، تستطيع من خلالة اقتسام جزء من الكعكة المالية الضخمة التي كونها سوق الهواتف الذكية، ومن هنا جاء سوق الهواتف الذكية الصينية محققا انتشارا كبيرا خلال فترة زمنية محدودة، وساعد على هذا الأمر العديد من العوامل التي نذكرها تفصيلا في موضوعنا.

ونحاول من خلال هذا الموضوع رصد قدرة الشركات الصينية على منافسة كبرى الشركات العالمية على تصنيع وانتاج الهواتف الذكية، وهل استطاعت بالفعل الهواتف الذكية الصينية السيطرة على الأسواق أو الحصول على منطقة نفوذ كبيرة لها؟

السنوات الأولى: السيطرة للشركات الكبرى

الهواتف الذكية الصينية

مع السنوات الأولى لإطلاق الهواتف الذكية بشكل عام، سيطرت كبريات الشركات العالمية على مقدرات الأسواق، واستطاعت شركات مثل أبل وسامسونج وسوني وغيرها السيطرة الكاملة على ساحة الهواتف الذكية، على حساب تراجع العديد من الشركات الأقدم والتي كان لها سيطرة كبيرة على الأسواق مثل نوكيا وبلاك بيري، هذه الشركات التي انسحقت سحقا أمام الشاشات القابلة للمس والمعالجات الذكية والسعة العالية للذاكرة وغيرها من الخصائص التي وفرتها الهواتف الذكية وفرضت نفسها على الأسواق بشكل غير ساحة الصراع بين الشركات لتنحصر المنافسة بين ثلاثة أو أربعة أسماء كبرى.

الهواتف الذكية الصينية تدخل الحلبة

الهواتف الذكية الصينية

لكن هذا الأمر لم يستمر سوى أعوام بسيطة، حيث دخلت الشركات الصينية الكبرى اللعبة، وقد رأت أنها تقدم العديد من المكونات الداخلية للهواتف المحمولة لكبرى الشركات، فشركة أبل على سبيل المثال تشترى معظم مكونات الهواتف الداخلية من  الصين مثل الشاشة أو البطاريات وغيرها من الأجزاء الهامة، بل وأن الهاتف بالكامل يتم تصنيعه وتجميعه في الصين حيث العمالة الرخيصة التي لا تطالب بزيادة في الأجور أو حقوق عادلة في ساعات العمل، ومن هنا فكرت الشركات الصينية وادارتها في دخول حلبة الصراع على جيوب المستخدمين، وبالفعل قدمت العديد من الشركات الصينية هواتفها التي تلقتها الأسواق بالترحاب نتيجة انخفاض سعرها وزيادة مواصفاتها مقارنة بالهواتف التي تنتجها الشركات الكبرى.

سوق الشرق الأوسط

الهواتف الذكية الصينية

ويحتدم الصراع في سوق الهواتف في الشرق الأوسط بين الشركات الصينية مثل هواوي وشاومي وغيرها من الشركات، حيث يمثل الشرق الأوسط سوق متميز للهواتف الصينية، نتيجة اتجاه الكثير من المستخدمين في هذا السوق نحو الهواتف ذات الاسعار الأرخص والأمكانيات الأعلى، وهي المعادلة التي تستطيع الشركات الصينية اللعب عليها باقتدار، ايضا تطرح الكثير من الشركات الصينية الأقل شهرة هواتفها الذكية هي الأخرى في سوق الشرق الأوسط، وتستطيع أن تقتطع هي الأخرى لنفسها جزء ولو ضئيل من كعكة الأرباح، حيث أن 1% على سبيل المثال من أرباح سوق الشرق الأوسط والخليج تمثل أرقاما ضخمة من الإيرادات تنفق الشركات الصينية الكثير منها على تحديث وتطوير أليات عملها لتنافس الشركات الكبرى وتسبب لها صداعا طويل المدى خاصة مع تقليد كل اصدار كبير تصدره هذه الشركات وطرح البديل له بسعر أقل من النصف وبأمكانيات قادرة – على الرغم من ضعفها- على المنافسة وخلق سوق بديلة.

التعليقات



    كن اول من يضع تعليق !