مراحل تطور أسعار الهواتف الذكية الرائدة عالميًا ومحليًا على مدى السنوات الخمس الماضية
شهدت الهواتف الذكية الرائدة تطورًا كبيرًا في الأعوام الماضية من عدة أوجه. أولها دون شك التطور المتعلق بتقنيات المكونات الداخلية، والتطور الخاص بالتقنيات الجديدة التي ما أن يتم ابتكارها حتى تضاف بخاصية جديدة إلى الهواتف الذكية، وبالتأكيد لا ننسى الترقية الدورية لمواصفات الهواتف، وبالطبع تتطور الهواتف الذكية الرائدة من حيث عامل آخر هام للغاية، وهو عامل السعر.
فعلى الصعيدين المحلي والعالمي مرت الهواتف الذكية بمراحل تطور كبيرة على صعيد الأسعار والقيمة النقدية لها. فعلى سبيل المثال كان من الممكن شراء أحد الهواتف الذكية الرائدة في عام 2015 بما لا يتعدى الخمسة آلاف جنيه مصري بكثير، حيث كان من الممكن شراء هاتف سامسونج جالاكسي نوت 4 بسعر 6500 جنيه مصري فقط، بينما كان يبلغ سعر هاتف جالاكسي إس 5 بسعر 4800 جنيه مصري. اما اليوم فيبلغ سعر هاتف نوت 8 في السوق المصرية أكثر من 15 آلاف جنيه مصري، بينما يبلغ سعر هاتف جالاكسي إس 8 حوالي 12500 جنيه مصري.
اقرأ أيضًا: أسعار ومواصفات الهواتف الذكية الأفضل في الفئة السعرية 3000 جنيه
أما على المستوى العالمي، فقد شهد عام 2017 وصول الهواتف الذكية الرائدة إلى سعر 1000 دولار أمريكي بطرح هاتف آيفون إكس، وهو الرقم الذي اقترب منه هاتف سامسونج جالاكسي إس 8 بلس حين طرحه. وهي أرقام تمثل قفزة كبيرة في سعر الهواتف الذكية الرائدة التي لم تكن لتتخطى نصف هذا الرقم منذ سنوات قليلة.
لا يتوقف هذا الامر فقط عند الشركتين الأكبر سامسونج وآبل، بل امتد لعدة شركات أخرى أبرزها شركة هواوي الصينية التي بدأت كشركة قادرة على تقديم الهواتف الذكية الرائدة التي تتميز بإمكانيات قادرة على منافسة الكبار بأسعار أكثر معقولية منا. فالشركة التي تميزت بانخفاض أسعارها طرحت هاتفها الأخير Mate 10 بسعر يزيد عن 10 آلاف في السوق المحلية، وفي السوق العالمية وصل سعره حاليًا إلى 600 دولار أمريكي بينما يصل سعر نسخة Pro من الهاتف إلى 790 دولار أمريكي. وهي أرقام تختلف كثيرًا عن الأسعار التي كانت تباع بها الهواتف السابقة للشركة ذاتها في السابق.
وهنا يأتي التساؤل: لماذا ارتفعت أسعار الهواتف الذكية الرائدة إلى هذا الحد على الرغم من أن القاعة تقول إن انتشار التقنية يساعد على انخفاض سعرها مع الوقت؟
قد تنطبق هذه القاعدة على التقنيات التي يمر وقت طويل على إصدارها دون حصولها على أية ترقيات او تحديثات، وهو ما لا ينطبق على الهواتف الذكية الرائدة التي تُطرح منها نسخ جديدة كل عام تقريبًا وبشكل شبه دوري محدد التاريخ في بعض الأحيان. لماذا إذًا لا تقترب أسعار هذه الإصدارات الجديدة من أسعار الإصدارات السابقة وقت طرحها. بمعنى، لماذا طُرح هاتف إل جي LG G6 عام 2017 بسعر 795 دولار أمريكي بينما طُرح إصداره السابق LG G5 عام 2016 بسعر يبدأ من 600 دولار أمريكي.
السبب الرئيسي وراء هذه القفزة في الأسعار هو ارتفاع تكلفة صناعة الهواتف بصورة عامة، فصراع الشركات حول التقنيات الجديدة التي يمكنها دعم الهواتف الذكية الرائدة بها تحتاج إلى المزيد من الإنفاق على قطاع البحث والتطوير، وبالتالي تكلفة زائدة عند وصول هذه التقنية إلى المرحلة التصنيعية، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع سعر الوحدة المنتجة النهائية.
السبب الثاني يمكن القول بأنه سبب ترويجي تنافسي بحت، فعندما ترفع آبل الحد الأدنى لهواتفها الذكية إلى 900 دولار، لا يمكن لسامسونج أن تقل أسعار هواتفها الرائدة عن هذا الحد كثيرًا، والعكس صحيح. فعدد كبير من المستهلكين يقيم المنتجات، خاصة الإلكترونية التي تعتمد على التكنولوجيا، من خلال ارتفاع سعرها، ووجود فجوة كبيرة بين أسعار آبل وسامسونج ستجذب مجموعة من الفئة المستهدفة إلى الهاتف الأعلى سعرًا، وهو ما لا ينطبق على الجميع دون شك.
يختلف الوضع قليلًا على المستوى المحلي، خاصة فيما يتعلق بالسوق المصرية. فحتى مع الارتفاع الواضح في أسعار الهواتف الذكية على المستوى العالمي، لا تزال القفزة على المستوى المحلي أكبر للغاية وغير مناسبة والارتفاع العالمي الذي يقدر بما لا يزيد عن 100 إلى 200 دولار ويقابله ارتفاع يزيد عن 3000 آلاف جنيه مصري.
قبل شهر نوفمبر من عام 2016 كانت الزيادة في أسعار الهواتف الذكية منطقية إلى حد كبير ومتوافقة مع الأسعار العالمية مع اعتبار فارق تحويل العملة وإضافة رسوم الجمارك والضرائب. ففي سبتمبر 2016 تراوح سعر هاتف سوني الرائد Z5 بريميوم بين 6000 و6350 جنيه مصري، بينما كان سعر هاتف عام 2015 الرائد Z3 Dual في متوسط 5700 جنيه مصري، وهو ارتفاع طبيعي نظرًا للتقنيات الأحدث في هاتف العام التالي والذي وصل سعره في مارس من عام 2017 إلى 8500 جنيه مصري، هو الهاتف ذاته قفز سعره بفارق 2500 جنيه مصري في أربعة أشهر فقط.
اقرأ أيضًا: هواتف ذكية بسعر ألف جنيه مصري
لا يخفى على أحد أن السبب في هذه القفزة يرجع إلى تعويم العملة المحلية في نوفمبر من عام 2016، وهو ما أدى لارتفاع أسعار الهواتف الذكية الرائدة إلى ما يقارب فارق العملة أولًا، ليتخطى هذ الفارق كثيرًا فيما بعد ليتخطى هواتف سوني الرائد حاليًا XZ Premium حاجز 13 ألف جنيه مصري.
أما عن المستقبل، فمن المتوقع أن تكسر آبل وسامسونج حاجز الألف دولار في هواتفها الرائدة القادمة، لتقود الشركات الأخرى لرفع أسعارها أيضًا وهو ما يعني أن عام 2018 قد يشهد أول هاتف يتخطى حد 30 ألف جنيه مصري.
- أسعار الهواتف الذكية الواردة في هذا المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، والأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.
التعليقات
You must be logged in to post a comment.
كن اول من يضع تعليق !