بعد رفع الحظر عن هواوي. ماذا كسبت وخسرت الشركة الصينية من المعركة؟
بعد حوالي عام من المعارك الاقتصادية الطاحنة بين قطبين من أكبر أقطاب الصناعة حول العالم وهم الولايات المتحدة الأمريكية والصين. قرر الطرفان الحصول على هدنة من هذه المعركة. هدنة تعني ايقاف وضع شركة هواوي عملاق الهواتف الذكية في القوائم الأمريكية السوداء. القوائم التي تجبر الشركات الأمريكية على ضرورة وقف التعاون التكنولوجي مع الشركة الصينية الأكبر.
وكان الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قد أمر بوضع شركة هواوي الصينية على قوائم الشركات المحظورة من التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية. ما أجبر كبرى الشركات الأمريكية مثل كوالكوم وجوجل وحتى فيس بوك وغيرها من الشركات على منع التعامل مع هواوي. ما يعني أن المنتجات التقنية التي تنتجها شركة هواوي ستخسر الدعم الفني والتحديثات الأمنية التي تتيحها شركة جوجل. وهي الشركة المنتجة لنظام التشغيل جوجل أندرويد وهو النظام الأساسي الذي تعتمد عليه شركة هواوي في تشغيل هواتفها الذكية.
رد هواوي
لكن من ناحية أخرى لم تقف شركة هواوي مكتوفة الأيدي أمام هذه العقوبات الأمريكية. بل أعلنت عن تطويرها لنظام تشغيلها الجديد هونج مينج. وهو نظام تشغيل منفصل عن نظام التشغيل من جوجل. ويعتمد على متجر تطبيقات خاص به وتطبيقات تم تطويرها من خلال هواوي نفسها من أجل الخروج من سيطرة جوجل على الأسواق التقنية من خلال نظام تشغيلها أندرويد الشهير.
أيضا أعلنت الصين عن العديد من الخطوات العقابية التي من شأنها إشعار الولايات المتحدة أنها ليست المتحكم الوحيد اقتصاديا في العالم. وفيما يبدو ان هذه الخطوات قد أتت بتأثيرها حيث قررت الولايات المتحدة في النهاية الدخول في هدنة مع الصين مع وقف كافة القرارات الاقتصادية التي كانت أتخذتها فيما قبل ومن بينها وضع هواوي على قائمة الشركات المحظورة.
مكاسب وخسائر هواوي من الأزمة
ونعتقد أن هواوي كسبت من هذه الأزمة أنها أعلنت نفسها كعملاق أقتصادي قادر على الوقوف على أقدامه حتى إذا تحدته معظم شركات العالم الأخرى. وأن عالم التكنولوجيا لم يعد مقصورا على الولايات المتحدة الأمريكية وشركتها – مثل جوجل وأبل- بل أن المستخدمين صار لهم ملاذ صيني أمن يمكن اللجوء اليه للبحث عن اسعار أقل ومنتجات أعلى من حيث التقنية والعتاد. حيث تنتشر الشركات الصينية في العديد من دول العالم وليس فقط في أمريكا
لكن من ناحية أخرى لا يمكن أن نغفل انخفاض أسهم ومبيعات الشركة في الفترة الأخيرة بالتزامن مع قرارات المنع الأمريكية. حيث قرر العديد من المستخدمين أنه ليس من الضروري الاستمرار في التعامل مع شركة قد تقع في خلاف مع العديد من الشركات الأمريكية في وقت قريب. الأمر الذي سيؤثر على مبيعات الشركة في المستقبل بكل تأكيد.
وستحسم الأيام القليلة القادمة الكثير من الجدل حول استمرار الهدنة بين الصين وأمريكا. وما اذا كانت المزيد من القيود الاقتصادية قد يتم فرضها من أحدى الدول على الشركات الخاصة بدولة أخرى. فيبدو أن التكنولوجيا قد تحولت بالفعل لساحة تصفية حسابات سياسية بين العديد من الدول حول العالم
ملاحظات
- نظام التشغيل الذي تم ذكره على أنه آخر الأنظمة التي تقبل بها الهواتف الذكية الواردة في المقال، هو النظام المذكور على الموقع الرسمي للشركة في الوقت الذي تم كتابة المقالة فيه، وبعض الهواتف الذكية قد تقبل الترقي للإصدارات الأحدث من أنظمة التشغيل.
- أسعار الهواتف الذكية الواردة في هذا المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، والأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.
التعليقات
You must be logged in to post a comment.
كن اول من يضع تعليق !