تطور تقنيات حماية الهواتف الذكية: من الرقم السري حتى قزحية العين
تعتبر حماية الخصوصية واحدة من أهم وأصعب المعضلات التي تحاول العديد من شركات الهواتف الذكية أن تحلها. وهذا منذ بدء تقديم الهواتف الذكية للمرة الأولى وحتى اليوم.
لكن مع تطور التقنيات المرتبطة بصناعة الهواتف الذكية، ومع تطور المجتمعات وتطور أساليب الإختراق والتجسس والتلصص على المستخدمين. تطورت معها أيضا التقنيات المرتبطة بصناعة الهواتف الذكية، وطرق تأمينها وتحسينها وتطويرها.
وبالإضافة للأبحاث التي تجريها شركات صناعة الهواتف حول العالم من أجل الوصول لأساليب تأمين حديثة ومتطورة، تستعين ايضا هذه الشركات بمخترقي الهواتف أنفسهم من أجل تحسين وتطوير منظومة عمل الهواتف. وتحسين الطريقة التي يمكن من خلالها حماية خصوصية المستخدمين وأمنهم الشخصي. خاصة وأن العديد من الأسرار اليوم يتم تخزينها على الهواتف الذكية، بالاضافة لوسائل الدفع الالكتروني التي يتم تسجيل البيانات الخاصة بها أيضا على الهواتف. ليس هذا فحسب بل تحولت الهواتف الى مستودع لحفظ الصور الخاصة والبيانات المالية وبيانات الدخول الى العديد من المواقع الالكترونية والعديد من الأمور السرية الأخرى.
ومع هذا التطور. تطورت وسائل تامين الهواتف من كلمة السر الى بصمة الاصابع ثم قزحية العين، وغيرها من وسائل التأمين التي تتطور مع تطور الزمن والتقنية.
ونستعرض من خلال هذا التقرير أهم وسائل التأمين والحماية الخاصة بالهواتف والتطور الذي مرت به على مدار الزمن.
التأمين بالرقم السري
يعتبر التأمين باستخدام الرقم السري واحدة من أقل أساليب تأمين الهواتف. حيث اعتمد تأمين الهواتف على ادخال مجموعة من الأرقام لا يعرفها سوى المستخدم.
ومن مميزات هذا الاسلوب السهولة. وملائمته لجميع أنواع الهواتف. فبالتأكيد ياتي اي هاتف مع لوحة مفاتيح – سواء كانت تعمل باللمس أو عادية- الأمر الذي يجعل هذه الوسيلة من الوسائل الاسهل على الاطلاق في تأمين الهواتف.
أما عيوب هذا الاسلوب فهو سهولة استنتاج الرقم السري. كما أنه في حالة نسيان المستخدم لكلمة السر فلا توجد وسيلة سهلة لاعادة الدخول من جديد الى الهاتف.
من أجل هذا ظهر نظام تأمين جديد من أجل تحسين الدخول الى الهواتف الذكية وتحسين تامينها بأسلوب مختلف وأكثر قوة
التأمين بالنمط Pattern
يعتبر التأمين بالنمط من أساليب تأمين الهواتف الشهيرة والسهلة. ويعتمد هذا الاسلوب على التامين من خلال رسم معين يقوم المستخدم بكتابته على الشاشة بيده. الأمر الذي يجعل الدخول الى الهاتف اسهل للمستخدم. ومحاولة اختراق الهاتف اصعب على كل من يحاول الوصول الى الهاتف حيث يجب عليه ان يراقب المستخدم جيدا من أجل معرفة النمط الذي يقوم باختياره. خاصة اذا كان المستخدم يقوم باستخدام نمط صعب التخمين وصعب في الكتابة على شاشة الهاتف.
لكن يعيب هذا النظام أنه يتعرض لعدم العمل بعد فترة من الوقت. وقد يتأثر احيانا بالمشكلات التي تصيب نظام التشغيل. كما أن كثرة استعمال النمط في أماكن متعددة قد تجعل الكثير من المستخدمين الأخرين يستطيعون معرفته واستنتاجه. ما يضرب فكرة التأمين في مقتل. ومن هنا كان على شركات الهواتف الذكية محاولة ابتكار اسلوب جديد ومختلف من اجل تأمين الهواتف.
التأمين ببصمة الأصابع
يعتبر التأمين ببصمة الأصابع واحد من أشهر وأقوى أنماط التأمين التي تم ابتكارها في تاريخ صناعة الهواتف حتى اليوم. وحتى الأن ومع انتشار وسائل تأمين أخرى مثل التأمين باستخدام قزحية العين مثلا، فإن العديد من المستخدمين لا يزالون يفضلون استخدام بصمة الاصابع على وسائل التأمين الأخرى.
ومن أهم مميزات التأمين ببصمة الاصابع، هي أنها اسلوب قوي جدا في التأمين. حيث لا يمكن تزييف او اختراق أو كسر بصمة الاصابع. والتي لا تتشابه بين أي مستخدم أخر حول العالم حتى في حالة الأشقاء التوأم. ما يجعل هذا الاسلوب من الاساليب القوية والمميزة للغاية فيما يتعلق بتأمين الهواتف.
أما من عيوب هذا النظام فأنه أحيانا تتعرض نظام البصمة للتلف الأمر الذي يضع المستخدمين في مشكلة في حالة فشل النظام في التعرف على البصمة بشكل صحيح.
مشكلة اخرى تتعرض لها الشركات المصنعة للهواتف هي المكان الذي سيتم وضع البصمة فيها. حيث تقوم بعض الشركات بوضع مستشعر البصمة في الجانب الامامي من الهاتف، تحت الشاشة الأمامية. لكن مع تقدم المجتمع التكنولوجي والتكنولوجيا الخاصة بتصنيع الهواتف. اضطرت الشركات المصنعة للهواتف لنقل مستشعر البصمة الى خلف الهاتف من أجل توفير المساحة الخاصة بأمام الهاتف لتضمين مستشعر البصمة.
ومع التطور أيضا قامت العديد من الشركات بوضع مستشعر البصمة في جانب الهاتف. بينما تقوم الشركات الاخرى بتضمين المستشعر في منطقة امام الهاتف على الشاشة. أما التطور الأكبر فهو ما تقوم به بعض الشركات بتضمين مستشعر البصمة في أي منطقة في الشاشة. لكن تعتبر هذه التقنية من التقنيات الحديثة التي سيتم تقديمها في الهواتف الذكية التي يجري انتاجها مؤخرا.
التأمين ببصمة الوجه
واحد من أنماط التأمين التي أحدثت ثورة في عالم الهواتف الذكية. خاصة مع تضمين شركة أبل لهذه الخاصية في هواتفها الذكية بداية من هاتف apple iphone X والذي أحدث نقلة كبيرة في صناعة الهواتف الذكية حول العالم. حيث تستطيع الكاميرا الأمامية ومستشعراتها فتح الهاتف ببصمة الوجه. ما يجعل الهاتف واحد من الهواتف المميزة على مستوى الهواتف الذكية وأكثرها تأمينا. وأكثرها قدرة على العمل في ظروف اضاءة منخفضة أو حتى عندما يغير المستخدم شكل شعره أو يرتدي نظارة.
لكن يعيب هذا الاسلوب عدم فعاليته في حالة التشابه الشديد بين الاشخاص أو في حالة الأشقاء التوأم
التأمين بقزحية العين
أما أحدث أنظمة تأمين الهواتف هي التأمين ببصمة العين أو قزحية العين. وتقوم هذه التقنية على التقاط صورة لعين المستخدم وقزحية العين الخاصة به ومن ثم يتم فتح الهاتف باستخدام قزحية العين. وهي واحدة من التقنيات المميزة التي يتم من خلالها تأمين الهواتف الذكية المميزة مثل الهواتف الذكية التي تنتجها شركات مثل apple و Samsung وغيرها من الشركات المتخصصة في انتاج الهواتف الذكية القوية والمميزة.
ولعل من عيوب هذا النظام في التأمين أنه ياتي مع الهواتف الغالية الثمن فقط. ما يجعل استخدام التقنية الجديدة مقصورة على المستخدمين القادرين على شراء الهواتف الغالية فقط. لكن من ناحية اخرى تقوم العديد من الشركات الصينية مثل اوبو وشاومي وانفينكس وغيرها من الشركات بتطوير التكنولوجيا الخاصة بها من أجل الوصول لمعدل تكنولوجي عالي بحيث تكون هذه التقنية متاحة لجميع المستخدمين من كافة انماط المستخدمين.
وعلى الرغم من التطور الكبير الذي تحظى به تقنيات تأمين الهواتف. إلا أن كل هذه التقنيات لا تستغني عن التقنية الأولى للتأمين وهي تأمين الهاتف باستخدام الرقم أو الكلمة السرية. ولعل المستخدم يتسائل كيف يمكن أن تعتمد كل هذه التقنيات على التقنية الأولى التي ذكرناها في المقال الخاص بنا؟
والحقيقة أن هذه الهواتف تقوم فقط بتسهيل عملية الدخول الى الهاتف باستخدام بصمة الاصابع أو بصمة الوجه. بكلمة السر المكتوبة. وفي حالة تعطل نظام البصمة أو نظام التعرف على بصمة الوجه باستخدام الهاتف الذكي وبصمة الاصابع فان في هذه الحالة سيكون المستخدم مضطرا للرجوع الى النظام التقليدي الاول وهو التامين من خلال كلمة السر من اجل فتح الهاتف من جديد.
ومع التطور التكنولوجي الكبير في طريقة عمل انظمة التامين الخاصة بالهواتف. تتطور ايضا انظمة محاولة التلصص والتجسس على المستخدمين. وأساليب محاولة الحصول على كلمات السر بشكل غير شرعي. وطرق محاولة الوصول للبيانات السرية التي يتم تخزينها على الهواتف.
ولا يمكن استنتاج ما هي وسيلة التأمين الجديدة التي سيتم ابتكارها في الفترات القليلة القادمة. ففي اي وقت قد تخرج علينا اي شركة مع العديد من التطويرات الأمنية. والتي قد تحمل اسلوب جديد في تأمين البيانات السرية التي يتم تخزينها على الهواتف الذكية.
التعليقات
You must be logged in to post a comment.
كن اول من يضع تعليق !