في ٢٠٢١.. هل يمكن أن نظل على قيد الحياة بدون الهواتف المحمولة ؟!

يجب أن أعترف أن الفكرة الأساسية لهذا المقال تولدت عندي عندما فقدت هاتفي المحمول أثناء السفر. ما جعلني أسأل نفسي هذا  السؤال بجدية.. ما الذي نستطيع القيام به في أمور حياتنا اليومية والضرورية في حال فقدنا الوصول لهواتفنا المحمولة بشكل مؤقت؟

نحن نعتمد على هواتفنا المحمولة اليوم في كل أمر تقريبا. منذ اللحظة التي نستيقظ فيها من النوم على صوت المنبه المنبعث من الهاتف، وحتى نضع أجسامنا من جديد على الفراش. وفي الفترة بين الاستيقاظ والنوم، ولمئات المرات، نستعمل الهواتف لانجاز الاعمال والتواصل مع الاخرين وحتى الترفيه وممارسة الالعاب ومشاهدة مقاطع الفيديو والافلام والمسلسلات وغيرها.

لكننا نتحدث هنا عن المهام الضرورية التي يجب القيام بها، والتي يمثل ضياع الهاتف مشكلة كبيرة بخصوصها. ما هي المهام الأساسية التي يعوقنا فقدان الهاتف عنها؟

أول هذه الأمور هي الاستيقاظ من النوم. فبعد سنوات من الاعتماد على منبهات الهواتف المحمولة، بدأت المنبهات التقليدية تختفي من حياتنا. حتى أن خدمات الاستيقاظ التي توفرها الفنادق أصبحت تتضائل يوما بعد يوم نتيجة عدم اقبال المستخدمين عليها.

الأمر الثاني هو التواصل مع الأخرين. قبل اختراع الهواتف المحمولة، كنا نتذكر عشرات الأرقام الهاتفية غيبا، حيث كنا نتصل ببعضنا البعض إما من الهواتف المنتشرة في الشوارع أو من مكاتب الاتصالات التي ظهرت مع بداية انتشار الهواتف المحمولة. أو من أي منزل أو مكان أخر به هاتف محمول.

ومن المعتاد أن نرى في هذه الأوقات الـ(بلوك نوت) التي يمكن كتابة الارقام الهاتفية فيها. كل هذه الامور انقرضت اليوم مع الانتشار الواسع للهواتف المحمولة. سواء العاملة بنظام اندرويد مثل هواتف سامسونج أو شاومي أو انفينكس وغيرها. أو العاملة بنظام IOS مثل هواتف ايفون التي تقدمها شركة أبل.

وحتى في غياب الهواتف الذكية لا تزال الهواتف التقليدية التي تاتي بالأزرار التقليدية تباع بأسعار تبدأ من ١٥٠ جنيه الى ٤٠٠ و ٥٠٠ جنيه. ويمكن مراجعة اسعار الهواتف بشكل عام من خلال موقع ياقوطة.

لكن مع غياب أي هاتف معك ستجد اليوم أنك لا تحفظ سوى رقم هاتف واحد أو هاتفين. على الأكثر.. لقد انقرضت لدينا القدرة على حفظ ارقام الهواتف. خاصة مع زيادة ارقامها مع زيادة عدد المستخدمين ليكونوا بالملايين في مصر. كما أنه لا يمكن الاستعانة بمكاتب الاتصالات (السنترالات) أو الهواتف المنتشرة في الشوارع لأنها ببساطة لم تعد موجودة!

وأخيرا.. وفي غياب الهواتف المحمولة تختفي تماما خدمات الترفيه. بداية من سماع الأغاني أو حتى مشاهدة الافلام أو سماع حلقات البودكاست وطبعا ممارسة الالعاب الالكترونية. وقديما كان المستخدمين يحملون أجهزة ألعاب محمولة وأجهزة مشغلات MP3 حتى ظهرت الهواتف المحمولة وقتلت كل هذه الأجهزة واختصرتها في جهاز واحد. تتعطل معه خدمات الترفيه بمجرد تعطلها.

الاستعداد لفقد الهاتف

الطريقة المثلى لأن تكون جاهزا للتصرف بشكل صحيح عند فقد هاتفك، هي تخيل أن الأمر حدث بالفعل. ومن بعدها تبدأ بمراقبة الأمور التي ستحتاجها وتبدا بعمل نسخة احتياطية منها. نتحدث هنا عن اقتناء (بلوك نوت) صغيرة بها مجموعة من الأرقام الهامة في حياتك. مثل الاقارب وارقام الطوارىء وخلافه.

بعدها يجب عليك وضع خطة احتياطية للحصول على الادوات الاساسية لتأدية الأمور الاساسية في حياتك. فمثلا اجعل نفسك مستعدا بمنبه. أو ساعة يد بها هذه الخصائص، ويجب التفكير في الحصول على ساعة تقليدية غير ذكية حتى لا تتعطل هي الأخرى مع تعطل الهاتف.

ننصح أيضا بالحصول على هاتف احتياطي. تحرص على جعله مشحون بين وقت لأخر، ويمكن وضع شريحة هاتف اضافية فيه، ففي حالة تعطل هاتفك الأساسي يمكن الوصول للهاتف الاضافي حتى لا تجد نفسك (ضائعا) بدون استعداد. فنحن يمكننا البقاء على قيد الحياة في حال فقدان هواتفنا المحمولة. لكن بصعوبة شديدة وبالعديد من الاحتياطات التي يجب أن نأخذ حذرنا بخصوصها.

ملاحظات