كيف تحافظ على سرية البيانات في هاتفك المحمول
يمكن أن نقول أن الخصوصية وسرية البيانات تعتبر واحدة من أهم الأمور التي يجب أن يحرص على حمايتها كل شخص فينا. فسواء كان الهدف الهروب من عبث العابثين أو الفضوليين، أو هؤلاء اللصوص الذين يحترفون اختراق الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من أجل سرقة بيانات الحسابات البنكية وبطاقات الائتمان الخاصة بالمستخدمين واستخدامها في عمليات السرقة والنصب أو حتى شراء البضائع وتهريبها والعديد من الجرائم الأخرى. فكل هذه الأهداف تستحق الاهتمام والدراسة والعمل عليها بشكل محترف ومستمر.
ومن أجل تجنب كل هذه الأمور، كان من الواجب أن يتعلم المستخدمين أساسيات حماية هواتفهم الذكية، وسرية البيانات التي يتم تخزينها عليها، كما يجب على المستخدمين أن تتعلم وسائل الحماية من كل نوع من أنواع محاولات التجسس على الهواتف الخاصة بهم، لضمان عدم الوقوع في حبال المتلصصين وشراك الجواسيس.
ومن خلال هذا الموضوع نستعرض معكم الفوارق الأساسية بين اختراق الهواتف الذكية بغرض التخريب أو بغرض التلصص أو بغرض السرقة، ومن ثم سنتعلم سويا بعض القواعد الأساسية التي يمكن من خلالها أن نحمي أنفسنا من الوقوع ضحية هذه الأنواع المختلفة من محاولات التجسس على خصوصيتنا. كما يجب العلم أنه في الأونة الأخيرة تم توجيه الكثير من التهم للعديد من الشركات الضخمة بمحاولة انتهاك خصوصية مستخدميها مثل شركة أبل على سبيل المثال عندما طرحت القدرة على فتح الهواتف الخاصة بها باستخدام بصمة الوجه أو تقنية Face ID وغيرها من الأمور.
اختراق الخصوصية بدافع السرقة
والأنوع الأخطر والأشهر من جرائم الخصوصية، يتعلق برغبة المتلصص في اختراق هاتف الضحية من أجل معرفة أرقام حساباته البنكية، والتلصص على أرقام وبيانات البطاقات الأئتمانية الخاصة بالضحية، واستخدامها اما لسحب المال بشكل مباشر، أو استخدام هذه المعلومات في عمل مدفوعات عبر شبكات متداخلة من التحويلات البنكية لمنع المؤسسات الأمنية من الوصول لهوية المخترق أو معرفة أي معلومات خاصة عنه.
وعلى الرغم من عدم انتشار هذه الظاهرة في المنطقة العربية، إلا أن تنامي خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول واستخدام البطاقات الالكترونية في الدفع عوضا عن الأموال الحقيقية، كل هذه الأمور تنبىء باقتراب وازدهار هذا الأسلوب من محاولات اختراق الخصوصية. لذلك يجب على المستخدمين الانتباه لمنع المتلصصين من اختراقهم ومعرفة البيانات البنكية الخاصة بهم قدر الأمكان.
ويمكن للمستخدمين التخلص من هذه المشكلة من خلال عدم تخزين بيانات حساباتهم المالية الكترونيا بأي حال من الأحوال، والتدقيق أكثر من مرة قبل التعامل مع الخدمات المختلفة، أو قبل تحميل التطبيقات المدفوعة والتي تتطلب منهم ادخال بيانات الحسابات المالية الخاصة بهم، ففي كل مرة يقوم فيها المستخدم باستعمال البطاقة الائتمانية في عملية الدفع يكون عرضة للوقوع في فخ التلصص بدافه السرقة.
اختراق الخصوصية بدافع الفضول
أما النمط الأكثر انتشارا في المنطقة العربية، فهو اختراق الخصوصية بدافع الفضول ومحاولة معرفة المزيد من المعلومات الشخصية حول الضحية. ويستخدم هذا النمط اما لاستغلال هذه المعلومات الشخصية في التشهير وتشويه الشخصية معنويا، خاصة الشخصيات صاحبة التأثير الكبير على قطاع واسع من المستخدمين مثل السياسيين أو الفنانين وغيرهم، أو حتى من خلال الأنتقام الشخصي ضد شخص أو مجموعة من الأشخاص.
ولمواجهة هذا النوع من محاولات اختراق الخصوصية، يجب على المستخدمين ضرورة التأكد من عدم وجود أي صور أو مقاطع فيديو شخصية لهم على الهواتف الخاصة بهم، حيث تكون هذه المواد عرضة للاختراق والتسريب في أي وقت، كما يجب على المستخدمين التركيز جيدا في مسح والغاء مثل هذه المواد قبل الاستغناء عن الهواتف الذكية أو بيعها، ويذهب العديد من المستخدمين اليوم الى ما هو أبعد من ذلك من خلال عدم بيع الهواتف الذكية لأي أشخاص غريبة، نظرا للعديد من البرمجيات المنتشرة اليوم والتي تقوم على اعادة الهواتف الذكية الى ما كانت عليه والتلصص على الملفات التي كانت على الهاتف قبل بيعه حتى اذا تم مسحها والتأكد من التخلص منها.
أيضا يجب على المستخدمين التأكد من استخدام برامج مكافحة التجسس والكشف عن الفيروسات، وذلك اما على الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر نفسها، كما يجب الاهتمام بالحصول على نسخة أصلية ورسمية من هذه النسخ حتى واذا كلفت بعض المال، ففي سبيل الخصوصية يمكن للعديد من الأفراد أن تنفق بعض المال للتأكد من سلامة هاتفه الذكي وهاتف أسرته
اختراق الخصوصية من الشركات الكبرى
وهناك نوع هام من اختراق الخصوصية، وهي حالات الاختراق التي تقوم بها مؤسسات أو هيئات كبرى، وكثيرا ما تكون هذه الحالات بسبب الرغبة في الأعلان عن المنتجات الخاصة بالشركة، أو من خلال بيع البيانات الخاصة بالمستخدمين لشركات أخرى لأغراض أعلانية.
فعلى سبيل المثال قد تلجأ بعض الشركات لبيع البيانات الخاصة بالعملاء الذين اشتروا هواتفها، وهي البيانات التي تحدد السن والنوع والحالة الأجتماعية وغيرها من البيانات الشخصية والخاصة التي يمكن لأصحاب شركات المحمول أو شركات تصنيع الهواتف الذكية أن يجمعوها عن المستخدمين الذين يقومون باستخدام المنتجات الخاصة بهم.
ويتم بيع هذه البيانات لشركات الدعاية والأعلان من أجل أن تتواصل هذه الشركات مع المستخدمين بناء على أعمارهم وأنواعهم وباقي البيانات الخاصة بهم، ما يعود عليها بالربح نتيجة قدرتها على الوصول بمنتجاتها للعملاء المطلوبين، على الرغم من تخطيها على خصوصيتهم وحقهم في الحفاظ على البيانات الشخصية الخاصة بهم في أمان دون مشاركتها مع أي أطراف ثالثة دون أخذ موافقة واضحة من المستخدمين.
كيف نؤمن أنفسنا؟
لكن يوجد العديد من الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها ان نصل لتأمين أنفسنا وهواتفنا بشكل جيد، ونقدم هنا العديد من النقاط الهامة والأساسية في هذا الشأن، والتي يمكن أن تجعل تجربة استخدام الهاتف الذكي تجربة أمنة بعيدا عن مخططات الذين يحاولون اختراق خصوصية الأخرين.
- يجب استخدام أحدث نسخ نظام التشغيل الخاصة بالهاتف الذكي، سواء العاملة بنظام أندرويد أو IOS الذي تطوره شركة ابل، حيث تحتوي التطويرات والتحديثات على معالجة العديد من الثغرات الأمنية وتقدم حلولا للعديد من المشكلات التي تواجه المستخدمين باستمرار.
- يجب التأكد من نوع اتصال الأنترنت الذي يستعمله المستخدم، فالكثير من شبكات الواي فاي المفتوحة، أو الموجودة في الأماكن العامة أو المقاهي، لا تحتوي على التأمين الكافي، لذلك ينصح بشدة عدم شراء أي غرض الكترونيا أو ادخال بيانات البطاقات الائتمانية أثناء الدخول على الأنترنت من شبكات مفتوحة او غير موثوقة.
- من الضروري تفعيل اختيار Firewall على الراوتر الذي تستخدمه للدخول على الانترنت، للتقليل من فرص اختراق خط الأنترنت الذي تستعمله. كما يجب الانتباه لضرورة تغيير كلمة السر الخاصة بالراوتر باستمرار للتأكد من عدم دخول أي شخص على الخط دون تصريح منك.
- يجب اختيار كلمة سر صعبة ومعقدة ومكونة من مجموعة من الحروف والأرقام والحروف الخاصة للتأكد من عدم قدرة أي شخص على استنتاجها.
- يجب عدم تخزين أي ملفات خاصة أو شخصية على الهواتف الشخصية لتجنب وقوع هذه الملفات في أيدي الاشخاص الخطأ حيث تعتبر الوقاية دائما خير من العلاج.
التعليقات
You must be logged in to post a comment.
كن اول من يضع تعليق !