كيف تستغل شركات الهواتف أفلام السينما للإعلان لمنتجاتها؟
“حرب ضروس”
هذا هو الوصف الوحيد الذي يمكن أن نطلقه على المنافسة بين شركات تصنيع وبيع الهواتف الذكية حول العالم، حيث يشكل الأنفاق على الهواتف الذكية وأجهزة التابلت وباقي الأجهزة الالكترونية الحديثة مبالغ ضخمة تتزايد كل عام، خاصة مع قدرة الشركات المختلفة على صناعة هواتف ذكية قادرة على تنفيذ الكثير من الأمور مثل الهواتف التي يضاف لها مستشعرات قياس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومستويات التشبع بالأكسجين وغيرها من الخصائص الحديثة والمتطورة.
خصائص متطورة
ليس هذا فحسب بل أن الهواتف الذكية حديثة الأنتاج ستأتي في المستقبل القريب بشاشات قابلة للطي، ودقة عالية جدا فيما يتعلق بعرض مقاطع الفيديو والالعاب الالكترونية، ما يجعل كل هاتف ذكي جديد تنتجه شركة كبرى بمثابة منتج مميز يستحق الاهتمام والمتابعة، ويقبل ملايين المستخدمين حول العالم على شراء هذه الهواتف الجديدة واستخدامها واستكشاف المميزات الواسعة التي تأتي بها.
ولا تتوقف الشركات المنتجة والمصنعة للهواتف الذكية عند هذا الحد، بل تعمل على الدعاية لهواتفها الجديدة بكل شكل ممكن، بداية من تصميم مواقع الكترونية جذابة يمكن الشراء من خلالها، أو من خلال تصميم تطبيقات الهاتف الذكي والتي يمكن من خلالها تصفح المواقع والمنتجات الجديدة للشركات بسهولة، بالأضافة للدعاية من خلال شبكات التواصل الأجتماعي والسوشيال ميديا مثل فيس بوك وتويتر وانستجرام وغيرها من الشبكات التي تستقطب ملايين المستخدمين حول العالم ويتصفحها ويشترك بها الملايين بشكل سنوي.
لذلك نستعرض معكم من خلال هذا الموضوع الطرق المباشرة والغير مباشرة التي تتبعها شركات صناعة وتسويق الهواتف الذكية للدعاية لهواتفها، وكيف يتم توظيف مئات الأفلام السينمائية والمسلسلات من أجل الدعاية لهواتف بعينها وكيف تؤثر هذه الدعاية على سلوك المستخدمين ورغبتهم في الحصول على الهواتف التي يتم الدعاية لها بشكل صحيح ومناسب.
الدعاية المباشرة للهواتف الذكية
وتنقسم أنواع الدعاية للهواتف الذكية لنوعان أساسيان، الأول هو الدعاية المباشرة والمقصود بها المؤتمرات الحاشدة التي يتم تنظيمها لأطلاق هاتف جديد، ودائما ما تحظى هذه المؤتمرات باقبال الكثير من المستخدمين والصحفيين العاملين في المجال التقني من أجل تغطية أحداث اطلاق الهواتف الجديدة والتسابق على معرفة خصائص هذه الهواتف وما أصبحت قادرة على تقديمة للمستخدمين.
أيضا هناك المعارض التقنية التي يتم تنظيمها من قبل مجموعات كبيرة من الشركات العاملة في الحقل التكنولوجي، ومن خلالها يتم اطلاق أكثر من هاتف لأكثر من شركة، بالاضافة للحديث عن العديد من التقنيات الأخرى والتي لا تتوقف عند الهواتف المحمولة فحسب بل تستمر الى التعرض لأجهزة التابلت وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وحتى أجهزة الحماية المنزلية وكل ما هو متفرع من شجرة التكنولوجيا.
ويمتاز اسلوب الدعاية المباشرة بقدرته على جذب عدد كبير من المستخدمين وتحقيق نتائج فعالة وقوية على ارض الواقع وفي غضون وقت قصير، حيث يمكن اختبار مدى تقبل المستخدمين للهاتف الجديد على الفور وفي خلال ساعات من طرحه في الأسواق، وهنا يمكن القول أن الدعاية المباشرة كمحصول سريع النضج سريع البيع يمكن معرفة ما تم جنيه من أرباح من وراء عملية التسويق والدعاية المباشرة بشكل سريع وعملي وفعال وفي خلال وقت قصير.
الدعاية غير المباشرة للهواتف الذكية
أما الدعاية غير المباشرة للهواتف الذكية فيقصد بها ظهور الهواتف الذكية في الحياة اليومية للعديد من المستخدمين حول العالم، سواء كان ذلك من خلال بعض المشاهد في الأعمال السينمائية، أو حتى من خلال الظهور في لقطات مشاهد الأعمال الدرامية المختلفة، أو أن يكون هاتف ذكي معين هو محور الأمور في أحد الأفلام أو سبيل البطل للخروج من أحد المشكلات.
وتمتاز هذه الوسيلة للدعاية بكونها غير مباشرة بمعنى أن المستخدم لن يشعر أنه يجب أن يشترى هذا الهاتف الذكي لأن الشركة ستحقق ربحا من وراء عملية الشراء، لكن يجب عليه الحصول على الهاتف حتى ينجز أموره بسرعة وكفاءة مثل بطل الفيلم، أو للشعور بالوجاهة الاجتماعية كون الهاتف الذكي الذي يستعمله هو من نفس النوع الذي يستعمله بطل فيلمه أو مسلسله المفضل.
لكن يعيب الدعاية غير المباشرة أنه لا يمكن قياس مدى تأثيرها على منتج معين من منتجات الشركة بشكل سريع ومباشر، لكن تظهر نتائج الدعاية غير المباشرة على المدى الطويل من خلال تكوين سمعة جيدة للشركة، أو حظوة لدى المستخدمين، أو تفضيل قائم على معايير الموضة وليس معايير جودة الاستخدام كما هو شائع بين الكثير من المستخدمين.
أبل الأفضل في الدعاية غير المباشرة
ولا يمكن أن ننكر تقوف شركة أبل الأمريكية في الدعاية غير المباشرة لهواتفها الذكية من خلال مشاهد السينما والتلفاز، حيث تظهر هواتفها باستمرار في شكل الهواتف الأقوى والأكثر استخداما من قبل مشاهير هوليود، كما تظهر منتجات أبل في العديد من الأعمال بشكل غير مباشر. وتعتبر سلسلة أفلام Mission Impossible أو المهمة المستحيلة واحدة من أشهر سلاسل الأفلام التي ظهرت فيها منتجات أبل بشكل مكثف، بل أن بعض الأفلام تم الدعاية لها من أبل بشكل مباشر مثل الجزء الأول من السلسلة والذي استغلته أبل للأشارة الى أن أجهزة الكمبيوتر المحمول التي ظهرت خلال احداث الفيلم من تصنيعهم.
ويمكن مشاهدة هذه الدعاية الأعلانية التي انتشرت انذاك
واستمرت السلسلة في الدعاية لمنتجات أبل، خاصة مع تولي المخرج الهوليودي براد بيرد مسئولية اخراج الأجزاء الجديدة من السلسلة، حيث المعروف عنه ولاؤه الشديد لمنتجات أبل، واستطاع بيرد تضمين العديد من المشاهد التي اعتمدت في المقام الأول على أجهزة أيفون الهاتفية، وتابلت أيباد الشهير الذي تقدمه أبل، وظهر هذا بقوة في جزء Mission: Impossible – Ghost Protocol الذي تم انتاجه في 2011 خاصة في مشاهد اقتحام مبنى الكريملين الروسي.
وفي الجزء الأخير الذي تم تقديمه تحت اسم Mission: Impossible – Rogue Nation ومن اخراج كريستوفر ماجواير تم الاعتماد بشكل كبير على الهواتف الذكية ورقائق الذاكرة في الكثير من مشاهد الفيلم.
المشاركة في الأنتاج
ومن غير المعلوم الطريقة التي تساعد بها أبل الأفلام في استغلال تقنياتها، وهل تدفع أبل في المقابل جزئا من تكاليف انتاج الفيلم أم أنها تمول هذه الأفلام بالأجهزة والمساعدات التقنية التي تحتاجها الافلام لتظهر بشكل مقنع أمام المشاهدين، لكن ما لا شك فيه أن هناك تعاون بين جهات الأنتاج وبين شركات الهواتف الذكية من أجل صناعة أفلام قوية وتقديم الدعاية المناسبة في نفس الوقت.
ولا يمكن أن نفصل عالم الهواتف الذكية والبرمجيات الحديثة عن عالم السينما والأفلام والأنتاج الفني بشكل عام، حيث شارك ستيف جوبز مؤسس شركة أبل في تأسيس شركة بيكسار للرسوم المتحركة، واستطاعت الشركة انتاج العديد من الأفلام المميزة في تاريخ عالم الأنيميشن في هوليود، وحظت أفلام بيكسار بنسب مشاهدة ضخمة حول العالم في السينمات وعبر العروض في القنوات التليفزيونية.
ومن أشهر الأفلام التي قدمتها بيكسار Toy Story و Monsters, Inc. و A Bug’s Life و Finding Nemo وغيرها من الأفلام التي شكلت وجدان العديد من الأطفال والكبار على حد سواء.
التعليقات
You must be logged in to post a comment.
كن اول من يضع تعليق !