الكشف عن الأرباح المالية لشركة آبل في الربع السنوي الثالث

تقوم كافة الشركات بطرح تقارير واضحة حول مبيعاتها ونتائج أرباحها بعد كل ربع مالي خلال أي عام، وهذا يؤثر على المستثمرين وقراراتهم ويضيف طابعًا من الثقة حول مصداقية الشركة ومكانتها بين المنافسين بحسب ما حققته من نتائج، كما أن هذا الأمر ينعكس أيضًا على المستهلك النهائي وعن رؤيته لطبيعة الشركة ونجاحها وعما إذا كانت ستنجح في تقديم مزيد من الأجهزة أم لا، حيث يقوم محبو التكنولوجيا وعالم التقنية بشكل عام كل أربعة أشهر بانتظار النتائج المالية التي تقوم الشركات التقنية بنشرها لتكشف عن المبيعات اللي قامت بتحقيقها وعن نسبة الأرباح، وفي هذا الإطار، قامت شركة آبل بالكشف عن مبيعات الربع الثالث من السنة المالية الخاصة بالشركة.

 

تقدم ملحوظ في مبيعات الشركة:

 

بعد ظهور التقارير النهائية والكشف عن النتائج المالية الخاصة بشركة آبل للربع الثالث لهذا العام وهو الربع الذي انتهى في يوم 1 يوليو 2017، تبين لنا أن أرباح الشركة في ازدياد ملحوظ مقارنة بالربع السابق للعام  الحالي، و ازدياد ملحوظ بنسبة 7% مقارنة بنفس الربع من السنة الماضية، حيث أن إجمالي أرباح الشركة وصل إلى 45,41 مليار دولار عن طريق مبيعات أجهزة آيفون التي تم بيع 41 مليون وحدة منها، ويقدر صافي الأرباح ب 8.7 مليار دولار والذي يمثل زيادة بنسبة 11.8% عن أرباح العام الماضي التي قدرت ب 7.8 مليار دولار.

 

أسباب الزيادة:

 

1- قطاع خدمات آبل:

وفي جانبها أرجعت شركة آبل تلك الزيادة في الإيرادات عن نفس الفترة في العام الماضي إلى ارتفاع إيرادات القطاع الخدمي مثل آبل ستور وموسيقى آبل وخدمة الدفع، حيث ارتفعت نسبة محصلات تلك الخدمات بحوالي 22% بعائدات تقدر بـ  7.2 مليار دولار.

 

 

2- مبيعات أجهزة آيفون:

ولم يتوقف الأمر عند الخدمات، فإن ارتفاع مبيعات أجهزة آيفون كان لها دور رئيسي أيضًا، حيث ارتفعت نسبة مبيعات أجهزة آيفون بنسبة 1.5% مقارنة بالعام الماضي بنسبة أرباح تقدر بحوالي 24.8 مليار دولار، وبالرغم من أن رقم 41 مليون وحدة الذي تم بيعه قد يبدو للبعض رقم صغير، إلا أنه يمثل زيادة بنسبة 1.55% عن الربع المماثل من العام الماضي الذي حققت فيه هواتف آيفون عدد وحدات بيع تقدر بحوالي 40 مليون وحدة، بالإضافة إلى أنه لم يكن متوقعًا أصلًا من آبل أن تحقق هذا الرقم في الربع الثالث من العام وخصوصًا مع اقتراب الجيل الجديد من هواتف آيفون، وقد أوضح تيم كوك أن هواتف آيفون 7 كانت الهواتف الأكثر شعبية لهذا الربع المالي، وفيما ارتفعت مبيعات هواتف آيفون 7 بلس عن مبيعات هواتف آيفون 6 بلس لنفس الفترة من العام الماضي.

 

3- مبيعات أجهزة iPad:

لأول مرة منذ عام 2013، قامت نسبة مبيعات أجهزة iPad بالارتفاع بحوالي 15%، ويعد هذا الأمر بمثابة المفاجآة الأهم لهذا التقرير، حيث أنه من المعروف أن أجهزة iPad قد سيطر عليها الركود ولا تشهد مبيعاتها تقدم يلحظ، ولكن جاء هذا الربع المالي كي ينعش من مبيعاتها مرة أخرى، فقد تمكنت شركة آبل من بيع 11.4 مليون جهاز iPad، و حوالي 4.29 مليون جهاز ماك، مما حقق نمو ضئيل عن مبيعات العام الماضي لأجهزة ماك التي حققت بيع حوالي 4.19 مليون جهاز، مما حقق للشركة إيرادات وصلت إلى 5 مليار دولار من مبيعات أجهزة iPad فقط، وكانت شركة آبل في نفس الفترة من العام الماضي قد تمكنت من بيع أقل من 10 ملايين وحدة من أجهزة iPad، فيما توقع بعض المحللين أن تقوم شركة أبل ببيع من 7 إلى 9.8 مليون وحدة من لوحيات iPad خلال الربع الثالث، إلا أن أبل استطاعت التفوق على هذه التوقعات.

توقعات المحللين للربع المالي الرابع لشركة آبل:

وبالنظر إلى تلك النتائج، كشف بعض المحللين عن توقعاتهم في أن تحقق شركة أبل في الربع المالي الرابع إيرادات تتراوح ما بين 49 مليار دولار و 52 مليار دولار، على أن تحقق هامش ربح إجمالي يتراوح بين 37.5٪ و 38٪، وأن النفقات التشغيلية ستكون ما بين 6.7 مليار دولار و 6.8 مليار دولار، وستبلغ الإيرادات والنفقات الأخرى حوالى الـ 500 مليون دولار، وهو ما أعطى دفعة معنوية هائلة للمستثمرين مما ساهم في ارتفاع أسهم الشركة بنسبة 5.9٪، إذ وصل سعر السهم إلى 160 دولار أمريكي تقريبًا، ليكون الأعلى فى تاريخ الشركة، مع ملاحظة أن أبل تمتلك الآن أكبر اكتتاب نقدى فى التاريخ يبلغ 261.5 مليار دولار.

 

ويبدو أن هذا العام المالي لم يكن سعيدًا على آبل وحدها، فإن الأرباح المالية لشركة سامسونج في الربع الثاني من هذا العام أظهرت ازدهارا واضحًا في مبيعات الشركة نتيجة بيعها لرقاقات الذواكر حيث حققت الشركة رقما قياسيا للربح السنوي بعد أن حققت أداءً أفضل من المتوقع في قطاع الأجهزة المحمولة خلال المدة بين شهر أبريل ويونيو 2017، ومن المتوقع أن تتواصل تلك المبيعات في الازدهار خلال الربع الثالث نظرًا للمبيعات التي قد تحصدها الشركة نتيجة بيع شاشات OLED لشركة آبل

 

فقد كشفت سامسونج إنها في الربع الثاني من عام 2017 قد قامت بتحقيق إيرادات وصلت إلى 54.7 مليار دولار بزيادة نسبتها 20% على أساس سنوي، وحققت أرباح تشغيلية 12.5 مليار دولار بزيادة نسبتها 72% على أساس سنوي.

 

وعلق براين ما خبير القطاع التكنولوجي لدى “آي دي سي” أن هاتف Galaxy S8 قد ساهم فعلا في إنعاش شركة سامسونج وتجاوز كارثة نوت 7″، وتابع: “لكن يجب أن نتذكر أن أداء سامسونج نرده بشكل كبير إلى شرائح الذاكرة والشاشات”، وفي بيان لشركة سامسونج قامت بذكر التالي: “نتطلع إلى الربع الثالث، وتتوقع الشركة استمرار ظروف أشباه الموصلات المواتية”. وأضافت: “ومع ذلك فإن الأرباح الإجمالية قد تنخفض على نحو طفيف على أساس ربع سنوي في ظل ضعف الأرباح بالنسبة لقطاعي الشاشات والأجهزة المحمولة، وقالت الشركة إن استمرار الطلب على ذواكر DRAM و NAND من المتوقع أن يحافظ على هوامش الربح في المستقبل المنظور”.

 

ويقول الخبير تشونج سون سوب، مدير الموقع الإلكتروني “تشيبول” المتخصص في تتبع أصول وأعمال التكتلات الكورية الجنوبية، أن “سامسونج تستفيد من ازدهار قطاع الأجهزة شبه الموصولة”. لكنه يؤكد أن التحدي الأكبر يأتي خصوصا من التساؤلات حول إدارة المجموعة، ويقول تشونج “إن توقيف نائب رئيس المجموعة لا يؤثر على الأعمال اليومية، إلا أن وجود شبهات فساد تحوم حول كبار المديرين التنفيذيين في المجموعة سيضعف قدرتها على اتخاذ قرارات كبرى بشأن الاستثمارات الطويلة الأمد.”

 

ومن المعروف أن شركة سامسونج قد  مرت في الفترة الأخيرة  بأسوأ مرحلة في تاريخها بعد الفشل التجاري لهاتف “نوت 7” الذي اضطرت بعده إلى سحب ملايين الأجهزة بسبب مخاطر انفجار البطارية،  ثم عانت الشركة من فضيحة الفساد التي أطاحت الرئيسة السابقة بارك غوين هي وأدت إلى سجن نائب رئيس مجموعة “سامسونج إلكترونكس” لي جاي-يونج، الذي يحاكم بتهمة دفع رشى إلى صديقة الرئيسة السابقة.