أبل تواجه الدعوى القضائية الجماعية الأكبر في تاريخها
يبدو أن عام 2018 ليس العام الأفضل بالنسبة لأبل. وذلك بسبب عدد كبير من القضايا التي رفعها الكثير من المستخدمين وأصحاب المؤسسات القانونية على الشركة العملاقة والمتخصصة في صناعة وتسويق الهواتف الذكية والأجهزة الملموسة القابلة لتطوير أليات الذكاء الاصطناعي وغيرها من الأجهزة الذكية.
فقد كشف تقرير جديد لصحيفة (وول ستريت جورنال) ذائعة الانتشار في الولايات المتحدة الأمريكية أن القضايا المرفوعة على شركة أبل العالمية والتي تتخذ من مدينة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية مقرا لها، والتى يصل عددها إلى 59 قد تندمج فى دعوى قضائية واحدة، إذ سيتم اتخاذ القرار الخاص بضم هذه القضايا جميعا جنبا الى جنب في وقت قريب فى مدينة اتلانتا بولاية بجورجيا الأمريكية.
لكن ما لا يعرفه الكثير من المستخدمين أنه وفى حال القيام بهذا الأمر وضم القضايا كلها في قضية واحدة كبيرة، ستكون واحدة من أكبر الدعاوى القضائية في العالم و التى واجهتها شركة أبل المتخصصة في الهواتف الذكية على الإطلاق.
أكبر القضايا في تاريخ أبل
جدير بالذكر أن أكبر قضية واجهتها أبل من قبل كانت في عام 2010 بسبب مشاكل الاشارة بهاتف آيفون 4 والتي دفعت شركة أبل لمحاولة تعويض المستخدمين أنذاك، لكن التعويض أنذاك كان صغيرا اذ تلقى المستخدمون المتضررون وقتها تعويضاً يعادل 15 دولاراً أو حافظة لهواتفهم. لكن مع عدد المستخدمين المتضررين الكبير يتوقع الكثير من المحللين الاقتصاديين والمتخصصين في القضايا التقنية أن أبل دفعت نتيجة هذا التعويض مبلغا كبيرا من المال. لكن لم يتم الأعلان عنه بدقة حتى اليوم.
وتتهم معظم الدعاوى القضائية الجديدة هذه الايام شركة أبل بزيادة مبيعات الأجهزة الجديدة عبر تقليل سرعات الأجهزة القديمة، فبعد التحديث الأخير لاحظ المستخدمون أن هواتفهم أصبحت أبطأ، وقد فكر البعض فى شراء هواتف جديدة، ويقول المستخدمين أن ابل دفعتهم دفعا للتفكير في شراء هواتف جديدة من خلال تعمد أبطاء الهواتف الذكية التي تقوم بأنتاجها وتسويقها، ومن خلال التحديث الأخير الذي يتم الدفع به لكل هاتف ذكي، وحينها يصبح الهاتف أبطأ وأقل قدرة على العمل لكن نفت أبل الأمر فى بيان أبل الرسمى مؤكدة أن التباطؤ كان بسبب تعديلات الأداء التى أدخلت على نظام iOS 10.2.1 ، والتى تهدف إلى منع عمليات الإغلاق المتكررة.
لكن مع الضغوط المتزايدة والدعاوي القضائية المستمرة التي تقدم بها عدد كبير من المستخدمين، اضطرت أبل في النهاية بالاعتراف بقيامها بأبطاء الهواتف الذكية التي تقوم بأنتاجها، وقالت أبل أنها كانت تلجأ لهذا الأجراء لحماية عتاد أجهزتها Hardware من العطب من خلال اجبار الهواتف الذكية على أن تكون أبطأ.
أبل وأبطاء الهواتف
لكن المستخدمين قالوا أن أبل لا تقوم بأبطاء الهواتف الذكية التي تقوم بأنتاجها بدعوى الحفاظ على العتاد الخاص بالهواتف. لكنها تقوم بهذه الأمور من أجل أبطاء الهواتف ودفع المستخدمين لشراء الهواتف الذكية التي تقوم بأنتاجها. وتناقل العديد من المستخدمين هذه الادعاءات عبر وسائل التواصل الأجتماعي ومواقع التواصل بين المستخدمين مثل فيس بوك وتويتر، ما دفع ادارة شركة ابل في النهاية للأعتذار للمستخدمين وتقديم الوعود لهم للتوقف عن عملية ابطاء الهواتف الذكية التي تقوم بأنتاجها.
وفي سبيلها لأيقاف هذه الأجراءات قالت أبل أنها ستتيح للمستخدمين القدرة على ايقاف ابطاء الهواتف الذكية التي تقوم بأبطائهاـ وأن المستخدمين سيكون لهم القدرة على اختيار أما الاستمتاع بهواتف سريعة لكن قد تتعرض للعطل سريعا او ارتفاع درجة حرارة المعالج، أو أن يختار المستخدم بنفسه أن يتم ابطاء الهواتف الذكية التي يحوذها المستخدمين. وذلك بناء على رغبة المستخدمين أنفسهم. وهكذا يكون المستخدمين من اختاروا بأنفسهم ابطاء الهواتف من عدمه.
ضعف الاقبال على منتجات أبل
وتقول العديد من التقارير الاقتصادية الصادرة مؤخرا، أن أسهم ابل قد بدأت في الانخفاض بعد سلسلة من القضايا التي تم رفعها عليها، اذ تأثرت مبيعات أبل بشدة بهذه الأحداث، حيث تقول التقارير أن الكثير من المستخدمين عزفوا عن الاقبال على شراء الهواتف الجديدة التي تقوم أبل بأنتاجها، وذلك نتيجة ارتفاع أسعارها مقارنة بأسعار الهواتف التي يقوم المنافسين بأنتاجها، بالأضافة لفكرة ابطاء الهواتف التي تجعل الكثير من المستخدمين يقولون: لماذا نشترى هواتف ذكية بأسعار غالية وتتعرض للأبطاء بينما يمكن أن نشتري هواتف تعمل بنظام مختلف بسعر أرخص ولا يتم ابطائها من قبل الشركة المنتجة لها.
وفي سياق متصل خفض “جولدمان ساكس” وهو واحد من النوك الاستثمارية الهامة في الولايات المتحدة الأمريكية. خفض البنك تقديرات مبيعات هواتف أبل ايفون فى الربعين الأولين من العام الجارى، وقال البنك الاستثمارى الشهير والذي يتم الأخذ بتوقعاته على محمل الجد والاهتمام من قبل المستثمرين ورجال الأعمال إنه يخفض توقعات مبيعات الأيفون بمقدار 1.7 مليون وحدة، ويتوقع الآن أن تبيع الشركة الأمريكية 53 مليون وحدة فى الربع الأول من العام الجارى، وخلال الأشهر الثلاثة حتى يونيو، من المتوقع أن تبيع 40.3 مليون وحدة، بانخفاض قدره 3.2 مليون وحدة عن توقعاتها السابقة.
ولم يحدد البنك الشهير سبب قلة الاقبال على هواتف أيفون الجديدة، لكن من الواضح أن الامر له علاقة مباشرة بالقضايا المرفوعة في المحاكم ضد ابل، والتي تتهمها فيها بتعمد أبطاء الهواتف، ومن المتوقع أن تحاول أبل تعويض المستخدمين عن المشكلات التي تسببت فيها.
لكن يبدو أن عام 2018 لن يكون حزينا على ابل فحسب، بل أن بعض الشركات الأخرى العاملة في المجال التقني مثل فيس بوك على سبيل المثال ستتعرض هي الأخرى للعديد من المشكلات خلال هذا العام، وذلك بسبب الدعاوى القضائية التي قد يتعرض لها بعد فضيحة التسريبات التي تعرض لها الموقع الشهير الذي يعد أشهر موقع تواصل اجتماعي في العالم اليوم.
فيس بوك ومشكلات أخرى
وتقول الادعاءات أن معلومات ما يزيد عن 50 مليون مستخدم قد تم تسريبها لصالح شركات طرف ثالث، والتي استعملتها لاجراء الكثير من الأبحاث لتطوير سياستها الاعلانية، وتقديم أعلانات مخصصة للمستخدمين، دفعتهم لتغيير رأيهم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الاخيرة لصالح المرشح الرئاسي دونالد ترمب.
ومؤخرا أعلن فيس بوك أن عدد المستخدمين الذين تم تسريب بياناتهم هو ما يقارب 80 مليون مستخدم وليس 50 مليون فقط، ويبدو أن فيس بوك قد اجبر على الادلاء بهذه الأرقام حتى لا يتعرض للعديد من الدعاوى القضائية الأخرى التي تتهمه بالعديد من الامور منها تسريب البيانات وتعمد مشاركتها مع أطراف أخرى لتحقيق الربح المادي، وهو الأمر الذي شكل فضيحة كبيرة لفيس بوك مؤخرا. وقام الكثير من الشخصيات الشهيرة في مجال التكنولوجيا بأغلاق حساباتها على موقع فيس بوك والابتعاد عنه تماما واستخدام بدائل عنه بعد هذه الفضيحة الكبيرة.
وستقول لنا الأيام القادمة ما ستقوم به كل من أبل و فيس بوك بخصوص الفضائح والقضايا والمشكلات التي تعرضت لها في الفترة الماضية.
التعليقات
You must be logged in to post a comment.
كن اول من يضع تعليق !