بعد تجربتها: هذه هي ميزة منع التطبيقات من تتبع المستخدمين في ابل
لا شك أننا نتفهم جيدا ميل شركة أبل للمزاح بشأن بعض الأمور. فمثلا عندما تطرح أبل مساعدها الصوتي (سيري) كمساعد قادر على الدخول في مقارنة ومنافسة حقيقية مع مساعد صوتي بحجم جوجل مثلا.. هذه مزحة.
عندما تقدم أبل تطبيق Apple Maps كبديل عن Google Maps مثلا.. هذه مزحة أخرى.
لكن عندما يتعلق الأمر بالخصوصية. لا تمزح أبل فيما يتعلق بخصوصية مستخدميها. ولعل تحديثها الأخير IOS 14.5.1 لهواتف أيفون، والذي تزامن مع حزمة تحديثات أخرى طالت أجهزة الماك وساعات الأبل ووتش وسماعات الإير بودز وأجهزة التابلت أيباد. جائت هذه التحديثات مع إضافة جديدة في عالم الخصوصية وهي القدرة على منع التطبيقات من متابعة نشاطك على باقي التطبيقات ونشاط تصفح الأنترنت.
بعد أن قمنا بتجربة هذا التحديث بنفسنا تعالوا نحدثكم عن نظرة عن كثب عن الطريقة التي ستغير بها أبل شكل الأنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي.
ما هي متابعة الأنشطة من تطبيقات التواصل الاجتماعي؟
من المفهوم أن يقوم تطبيق فيس بوك مثلا بتتبع نشاطك داخل التطبيق. ليعرف عم تبحث وما هي اهتماماتك وهواياتك، من أجل تقديم إعلانات تتناسب مع ما تبحث عنه. لكن الغريب هو أن تطبيق فيس بوك – ومعظم تطبيقات السوشيال ميديا- تقوم بتتبع المستخدمين حتى بعد الانتهاء من تصفح فيس بوك. لتعرف أي المواقع تزور وأي السلع تشتري، وأي المناطق الجغرافية تزور. كل هذا من أجل تقديم إعلانات أكثر ملائمة لك. هذه هي السلعة التي تبيعها مواقع التواصل الاجتماعي للمُعلنين.. بياناتك.
كيف توقف أبل هذا الاستنزاف؟
مع اعلان أبل عن تحديثها الجديد، سيكون بإمكان المستخدمين السماح للتطبيقات بتتبع المستخدمين من عدمه. وتقول الاحصائيات حتى الأن أن حوالي ٩٨٪ من المستخدمين حول العالم ممن قاموا بتنزيل التحديث، رفضوا تتبع التطبيقات لهم. أمر متوقع بعد أن وضعت أبل القدرة على التحكم في تتبع التطبيقات لهم من عدمه
ويمكن لمن فاته اشعار رفض التتبع من عدمه – أو يرغب في تغيير رأيه- الدخول لقائمة الاعدادات ومن ثم تغيير اعداد التتبع لكل تطبيق على حده. وبالطبع في كل الأحوال لن يشعر المستخدم بتغيير حقيقي على أرض الواقع. لكن ستقوم أبل بمنع التطبيق من تتبع المستخدم الذي يقوم بتفعيل هذا الخيار. وهو ما يمثل ضربة موجعة لمواقع السوشيال ميديا، وعلى رأسها فيس بوك وانستجرام. ماسنجر وواتس اب.. وغيرها.
رد فعل مواقع التواصل الاجتماعي
في رد فعل أولي بدأت العديد من المواقع – منها مجموعة فيس بوك- بمخاطبة المستخدمين لحثهم على الموافقة على تتبع التطبيق لهم. واغرائهم أن هذه السياسة من شأنها تقديم إعلانات أكثر ملائمة لهم ولطبيعة حياتهم.
من ناحية أخرى بدأت التطبيقات في تهديد بعض المستخدمين بأن سيكون عليهم دفع مبالغ مالية إذا رغبوا في الاستمرار في عدم تتبعهم. كما هاجم مارك زوكربيرج مدير ومبتكر موقع فيس بوك، انتقد سياسة أبل وقال أنها تهدد مجانية الأنترنت. حيث سيضطر – هو وباقي مبتكري منصات التواصل الاجتماعي- أن يفرضوا رسوما على المستخدمين نظير استخدام التطبيقات.
لكن من ناحية أخرى استفادت أبل من هذا التحديث. بحيث أكدت لمستخدميها على أنها تحترم خصوصيتهم وتدعمها الى أقصى حد. ميزة نعتقد أنها ستتوافر في Android 12 الذي بدأ بالفعل في الوصول للمستخدمين على شكل نسخ بيتا.
ربما يكون من المبكر الحديث على رد اندرويد الأن. وربما تعمل جوجل من الأن على إضافة نفس الخاصية في أنظمة تشغيلها. لكن هذه قصة أخرى.
ملاحظات
- نظام التشغيل الذي تم ذكره على أنه آخر الأنظمة التي تقبل بها الهواتف الذكية الواردة في المقال، هو النظام المذكور على الموقع الرسمي للشركة في الوقت الذي تم كتابة المقالة فيه، وبعض الهواتف الذكية قد تقبل الترقي للإصدارات الأحدث من أنظمة التشغيل.
- أسعار الهواتف الذكية الواردة في هذا المقال هي الأسعار المدرجة في المتاجر وقت نشر المقال، والأسعار متغيرة صعودًا وهبوطًا وفقًا لحركة الأسواق.
التعليقات
You must be logged in to post a comment.
كن اول من يضع تعليق !