أصبح الهاتف الذكي الآن رفيق حياتنا، يرافقنا في الصباح عندما نستيقظ حتى المساء عندما نصل إلى السرير، من الواضح أن هناك الكثير من الوقت يقضيه الهاتف الذكي معنا، يُخلد صورًا جميلة كذكريات، ويوصّلنا بأصدقائنا في اسوأ اللحظات. لكن هل يمكننا حقًا أن نثق في هواتفنا الذكية؟ هل يبقون شيئًا خفيًا عنا؟ هل يمكننا حقًا إعطاء الهاتف الذكي الحق في الوصول إلى جميع تفاصيل حياتنا من دون مخاطر؟
الهواتف الذكية الرخيصة أصبحت أفضل
في بداية ظهور الهواتف الذكية كان الأداء العام للهواتف بطيء، والإتجاه العام يذهب إلى عدم الثقة فيها، لكن هذه الأوقات قد مرت، والآن أي هاتف ذكي قادر على تلبية المهام الأساسية، حتى أن الهاتف الذكي أصبح قادرًا على تلبية إضافات كثيرة في الحياة اليومية.
حتى الهواتف الذكية الصينية، المعروف عنها بأنها أقل جودة، قد حققت الآن قفزة في الجودة، وفي الوقت الحالي يمكنك الحصول على هاتف ذكي بسعر رخيص و امكانيات مٌرضيه مثل شاشة FullHD وكاميرا مزدوجة، رغم أنه منذ عدّة سنوات سوف تجد الهاتف الذي يوفر لك الإمكانيات الأساسية بسعر مرتفع.
الهواتف الذكية المتوسطة والمنخفضة تتشارك في جسم معدني أو زجاجي، مع مكونات جيدة، أما الهواتف الذكية الرخيصة أينعم تأتي مع شاشة جودتها قليلة إلى حدٍ ما، لكن على جانب آخر هذه الهواتف تأتي مع مستشعر بصمة، و ذاكرة وصول عشوائي متوسطة من 4 إلى 6 جيجابايت وهذا يعطي أداءًا قويًا للهاتف، ما يفتقر في الهواتف الذكية الرخيصة هي بصمات التفوق لدى كل شركة مُصنعه، وكذلك كاميرات بجودة ودقة عالية، لكن غير ذلك فإن أحيانًا الهواتف الذكية الرخيصة تفوز.
الهواتف الذكية الجيدة أصبحت رخيصة
من جانب آخر، فإنه صحيح تمامًا أن نتمكن من العثور على هواتف ذكية ذات شعبية كبيرة مثل هواتف شركة شاومي بأسعار رخيصة، تحديدًا مثل هاتف Xiaomi Mi Mix 2، وهاتف OnePlus 5T، ربما لن تجد في هذه الهواتف حواف مثل هاتف Galaxy S8، وربما لن تكون هذه الهواتف بذكاء اصطناعي مثل هاتف Google Pixel 2 ولكن في النهاية هذه الهواتف بكامل الإمكانيات التي يرغب بها مستخدم من الفئة المتوسطة وبسعر رخيص.
ومثلما قُلنا من قبل فإن هذه الهواتف الذكية ليست بإمكانيات قليلة، إن لها أداء لا تشوبه شائبة، مع شاشة بألوان زاهية، مع كاميرات تستحق الاهتمام، حيث يمكن أن تجد بين هذه الهواتف الرخيصة هاتف ذكي بأداء عالي، والتي من الممكن أن تكون ميزة كبيرة من وجهة نظر المستخدم.
وهذا ما أكدته شركة OnePlus في هاتفها OnePlus 5T حيث أن للهاتف نقاط قوة تتباهي بها وتنافس عليها وسط العلامات التجارية الكبيرة، وهذا ما أكده كارل بي Carl Pei وهو شريك في تأسيس الشركة على تويتر حيث قال ” إن أجهزة الهواتف الذكية رخيصة السعر يُمكن أن تحدث فرقًا في السوق”
الخصومات قد تُكلفنا في بعض الأحيان خسارة
في بعض الأحيان يكون وراء الخصومات الفائقة مفاجأة غير سارة، خاصًة مع الهواتف الذكية التي تبدو وكأنها عروض لا تفوت، نحن هنا لا نتحدث عن العيوب البسيطة، مثل أن الكاميرا الثانية في هاتف Doogee Mix لها أداء ضعيف، ولا نقصد البرمجيات التي لا يتم تحديثها، المشاكل هنا تتعلق بالأمن، يتعلق بالبيانات لدينا.
وهذه ليست المرة الأولى، خاصًة من الهواتف الذكية التي تُنتجها شركات صينية غير معروفة، حيث تمت أكثر من مرة إرسال بيانات خاصة بالمستخدم إلى خوادم في آسيا دون الموافقة على ذلك، عادة ما يتم ذلك من تطبيقات النظام المثبته مُسبقًا، وأحيانًا يمكنك منع هذه التطبيقات عن طريق إلغاء تثبيتها، وفي أحيان أخرى تكون هذه العمليات التي يتمثل هدفها الوحيد في التجسس على استخدام الهاتف الذكي والإنترنت، مخفية ومتجذرة داخل النظام نفسه، ومن المستحيل السيطرة عليها من ناحية المستخدم.
لا تعتمد على شهرة الشركة المُصنعة للهاتف الذكي
حسنًا، أنت تحاول جاهدًا أن لا تشتري أي هاتف ذكي من أصل مشكوك فيه، مهما كان هذا الهاتف مُغري من حيث السعر، ولكن في بعض الأحيان قد لا يكون هذا كافيًا، ففي الآونة الأخيرة كان لدى العديد من الشركات المعروفة مثل OnePlus بعض المشاكل في الخصوصية، كما تم الكشف مؤخرًا أن الشركة الفرنسية Wiko اكتشفت بعض التطبيقات المثبته بالفعل بشكل مُسبق داخل بعض من الهواتف الذكية التي قامت بجمع بعض البيانات من الهاتف الذكي وارسالها إلى خوادم الشركة الصينية Tinno دون علم المستخدم.
وأكدت شركة Wiko في بيان رسمي أن نظام تتبع المبيعات (STS) سيتم تعطيله واستبداله بنظام تتبع مبيعات أكثر سرية، ومع ذلك نفت الشركة أن يكون هناك أي بيانات ارسلت إلى خوادم صينية، عكس ما ذُكر من قبل أحد المستخدمين والذي أثار الاهتمام بهذه المشكلة.
أما في شركة OnePlus فكانت هناك العديد من المشاكل في الأشهر الماضية، حيث قامت الشركة بتجميع البيانات من أجل تحسين نظام التشغيل Oxygen OS وهذا أمر طبيعي، حيث تم تتبع التطبيقات و WIFI وبالفعل هذه البيانات التي يتم تجميعها مفيدة لكن المشكلة هي أن الشركة قامت بتجميع كود IMEI، وأرقام الهواتف، وشبكات الهواتف التي تقوم بتوصيل الهواتف الذكية بقاعدة البيانات الخاصة بها، وهذا يعمل على تسهيل استخدام بيانات مستخدمي الهواتف بكل سهولة.
جوجل أيضًا بها مشاكل
تم اكتشاف أنه على الرغم من تعطيل ثغرة تغيير لغة الهواتف الذكية المدعومة بنظام تشغيل أندرويد، وهذه الثغرة كانت تسمح بجمع البيانات، إلا أن تجميع البيانات استمر. وذكرت جوجل أن هذه المشكلة بدأت في 2017 ولكن تم التخلص من البيانات على الفور ولم تستخدم أبدًا بأي شكل من الأشكال. كما أن الشركة ذكرت أن تجميع البيانات يتم في محاولة لتحسين إرسال وسرعة استلام الإخطارات للهواتف الذكية التي تستخدم نظام تشغيل أندرويد على شبكة البيانات، لكن تم التخلي عن المشروع بالكامل.
هل خصوصيتنا في خطر؟
الجواب على هذا السؤال هو نعم و لا، هذه الإجابة تعتمد على تصورك عن الخصوصية، فمعظم الشركات تقوم بتجميع البيانات عن استخدام الهاتف الذكي وذلك من خلال تجميع احصاءات عن البطارية، التطبيقات المثبته، هل تتعطل؟ وأكثر من ذلك، ومع ذلك تكون هذه البيانات مجهولة المصدر، ولا ترتبط بأي رقم هاتف، أو حساب جوجل، أو أي شيء آخر قد يربط البيانات بمستخدم معين، وهذا يجعل جمع و إرسال البيانات ممكن دون تحديد شخص معين.
كمثال بسيط، مفهومي للخصوصية ليس متطرف، ولدي الإستعداد لأن أقوم بتبادل بياناتي وأيضًا بعض المعلومات الشخصية الخاصة بي، إذا كان هذا يمكن أن يساعدني في تحسين تجربتي مع هاتفي، أما هناك من لا يسمحون بهذا التبادل للبيانات، في نهاية الأمر فهي أمور تتحدد حسب وجهات نظر المستخدمين، ويجب ألا تتعدى المنطقة الشخصية وألا تُعرض المستخدم إلى الخطر خاصًة التجسس.
في النهاية، الشرط اللازم هو أن يتم إخطار المستخدم بتبادل البيانات، حتى يكون على علم بهذه المشاركة التي قد تُقلق الكثيرين.
اقرأ أيضًا :