بمناسبة مرور 10 سنوات على ظهوره للمرة الأولى … مراجعة سريعة لتاريخ نظام تشغيل أندرويد
بدأ عصر الهواتف الذكية بصدور أول هاتف iPhone في العالم عام 2007 ومنذ ذلك الحين سجل نظام تشغيل iOS لقبًا لا يمكن زعزعته تحت أي ظرف من لظروف ألا وهو نظام التشغيل الأول للهواتف الذكية العصرية بشكلها الحالي، ولكن وبعد مرور عام واحد فقط على ظهور هذا النظام، ظهر نظام جديد، طفل جديد لا يزال يتحسس خطواته الأولى، وقبل أن يتم عامه العاشر ورغم التقدم الذي مر به النظام المنافس، استطاع النظام الجديد حينها، أندرويد أن يحقق إنجازًا ولقبًا لا أتوقع أنه بإمكان iOS مقارعته، ألا وهو نظام التشغيل الأوسع انتشارًا على الإطلاق، لا من بين أنظمة تشغيل الهواتف الذكية فحسب بل من بين كافة أنظمة التشغيل لكافة الأجهزة المختلفة.
واليوم ونحن في عام 2018 تمر 10 أعوام كاملة على الظهور الأول لنظام تشغيل أندرويد وبهذه المناسبة نستعرض في هذا التقرير تاريخًا ملخصًا لنظام التشغيل الأشهر في العالم.
المختصر في تاريخ نظام تشغيل أندرويد
البداية ما قبل الهواتف الذكية
في عام 2003 أسس أندي روبن شركة Android Inc والتي كان مؤسسها يعمل على تطوير نظام تشغيل خاص بالكاميرات الرقمية قبل أن يدرك أن سوق الكاميرات الرقمية تلك غير مستعد لاستقبال مثل هذا النظام كما أنه محدود إلى حد كبير، ومن هنا تحول اهتمام أندي روبن بالهواتف بصورة عامة.
وفي عام 2005 استحوذت شركة جوجل على شركة Android Inc وهو ما أشار إلى نية الشركة الأمريكية الكبيرة دخول عالم الهواتف المحمولة من خلال نظام التشغيل الوليد الذي لم يكن قد استخدم من قبل في أي هاتف على الإطلاق. وبالفعل دخلت جوجل عالم الهواتف من خلال الترويج لنظامها الجديد الذي أقنع شركة HTC باستخدامه عام 2008 عبر أول هاتف في العالم يعمل بنظام تشغيل أندرويد وهو HTC Dream.
أول أنظمة أندرويد Android 1.0 عام 2008
لم يكن نظام تشغيل أندرويد 1.0 يشبه نظام التشغيل الذي نعرفه اليوم، ولكن وعلى الرغم من ذلك إلا أنه كان هناك بعض التشابهات أو لنقل العلامات المسجلة لنظام تشغيل أندرويد والتي استرت حتى اليوم. على سبيل المثال، حظي الإصدار الأول من أندرويد بنظام الإشعارات المعتمد على سحب قائمة من أعلى الهاتف وهو ما لم يكن متوفرًا في هواتف نظام تشغيل iOS.
كما حظي هذا الإصدار أيضًا بمتجر التطبيقات الذي حمل اسم Market في هذا الوقت وقد تبعته Apple بطرح متجر App Store بعدها بشهور قليلة وهو ما استطاع تحقيق بعض الانتصارات على متجر أندرويد لكن كلاهما كان له الفضل في فكرة وجود مكان واحد يجمع كافة التطبيقات المتوافقة مع نظام تشغيل ما.
بالإضافة لما سبق، تضمن نظام التشغيل الأول إمكانية استخدام واجهات التطبيقات على الصفحة الرئيسية وهي الخاصية التي لم تطرحها Apple حتى اليوم في نظامها للتشغيل. كما تضمن النظام مجموعة من التطبيقات مثل تطبيق البريد، الخرائط، الروزنامة وأيضًا يوتيوب، ولكنها كانت تطبيقات مدمجة داخل النظام غير مستقلة كما هو الحال حاليًا.
ثاني أنظمة أندرويد Android 1.5 Cupcake عام 2009
تميزت الترقية الرئيسية الأولى لنظام تشغيل أندرويد بحصولها للمرة الأولى على اسم حلوى، وهو التقليد الذي لا يزال مستمرًا حتى يومنا هذا. أما على مستوى الخصائص فقد تم إضافة لوحة المفاتيح على الشاشة وهو ما لم يكن متاحًا من قبل حيث كان يجب وجود لوحة مفاتيح فعلية في الهاتف.
بالإضافة إلى ذلك تم اتاحة تطوير واجهات استخدام التطبيقات على الصفحة الرئيسية عبر المطورين غير التابعين لجوجل. كما يعد نظام أندرويد 1.5 هو الأول من حيث القدرة على تصوير الفيديو وهو ما لم يكن متاحًا قبل ذلك أيضًا.
ثالث أنظمة أندرويد Android 1.6 Donut عام 2009
تطور نظام تشغيل أندرويد بشكل ملحوظ في هذا الإصدار وتمكن من الوصول إلى ملايين المستخدمين من خلال دعمه لتقنية اتصال CDMA والداعمة لعدد من شركات الاتصالات الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية وأسيا. كما تضمن هذا الإصدار وللمرة الأولى دعمًا لعدد مختلف من أحجام الشاشات ودقتها وهو ما أتاح لمختلف الشركات المطورة للهواتف الذكية تضمين هذا النظام الجديد في هواتفها المختلفة.
كما تضمن هذا الإصدار واحدة من العلامات الشهيرة للنظام بشكله الحالي، حيث تضمن النظام للمرة الأولى مستطيل البحث الشهير وهو ما سمح للمستخدمين البحث عبر الإنترنت أو الملفات المخزنة على الهاتف وأيضًا جهات الاتصال، كما حظي متجر جوجل بعدد من الترقيات أيضًا.
الإصدار الثالث من أندرويد Android 2.0 Eclair عام 2009
تضمن الإصدار الثالث للعام نفسه عدد من الترقيات الملحوظة لنظام تشغيل أندرويد حيث تضمن للمرة الأولى إمكانية الملاحة عبر خرائط جوجل وهو ما بدأ نهاية عصر استخدام نظام GPS في السيارات، كما أعد نظام الملاحة في خرائط جوجل هو الأول من نوعه المجاني.
بالإضافة لما سبق تضمن الإصدار الجديد عدد من الترقيات أيضًا على مستوى متصفح الإنترنت حيث تم إعادة تصميمه وأيضًا تمت إضافة دعم مواقع HTML5 وهو ما يسمح بتشغيل ملفات الفيديو عبر المتصفح. كما تم تطوير شاشة القفل أيضًا لتتم إضافة إمكانية السحب لفتح الهاتف والشبيهة بتلك التي قدمتها هواتف iPhone.
الإصدار الرابع من أندرويد Android 2.2 Froyo عام 2010
مع ظهور هذا الإصدار ظهر هاتف Nexus One أول الهواتف التي تشارك جوجل في تطويرها. وقد تميز هذا الإصدار بإمكانية زيادة عدد صفحات الشاشة الرئيسية إلى خمس صفحات بدلًا من ثلاث، كما تضمن عدة ترقيات على مستوى تصميم تطبيق الصور والفيديو Gallery App.
بالإضافة إلى ذلك تضمن الإصدار الجديد إضافة دعم إمكانية استخدام الهاتف كمرسل للاتصال عبر واي فاي، وأيضًا اتاحة تأمين الهاتف عبر رموز PIN.
الإصدار الخامس من أندرويد Android 2.3 Gingerbread عام 2010
اختارت جوجل هاتف Nexus S الذي طورته سامسونج ليكون هو الهاتف الأول العامل بهذا الإصدار الجديد من أندرويد. وكان هذا الهاتف وهذا الإصدار هو الإعلان الرسمي عن ظهور لسلسلة الهواتف ذائعة الصيت وفائقة النجاح Samsung Galaxy S.
تضمن الإصدار الجديد عدد من الترقيات على مستوى الشاشة الرئيسية وعلى مستوى لوحة المفاتيح التي أصبح بالإمكان تغيير ألوانها، كما تم إضافة دعم اللمس غير المتعدد، كما أضاف وللمرة الأولى دعم الكاميرات الأمامية وهو ما بدأ عصر ما عُرف فيما بعد باسم صور السيلفي.
الإصدار السادس من أندرويد Android 3.0 Honeycomb عام 2011
استهدف هذا الإصدار الأجهزة اللوحية “التابلت” وهو ما ميز ها الإصدار من ناحية وبأ عصر أجهزة التابلت المقبلة لأجهزة iPad العامة بنظام تشغيل iOS. وعلى الرغم من تخصيصه لأجهزة تابلت إلا أنه تضمن مجموعة من الخصائص التي ظهرت فيما بعد في إصدارات أندرويد التالية.
فعلى سبيل المثال تحول النمط اللوني للنظام من اللون الأخضر الكلاسيكي إلى اللون الأزرق، كما أصبح بالإمكان اختيار ملحقات التطبيقات من خلال قائمة مبسطة. كما تميز الإصدار بأحد أهم سمات أندرويد فيما بعد، ألا وهي ظهور أزرار التصفح الثلاثة الشهيرة، العودة للشاشة الرئيسية، العودة والقائمة.
الإصدار السابع من أندرويد Android 4.0 Ice Cream Sandwich عام 2011
مرة أخرى تتعاون جوجل وسامسونج بإصدار هاتف Galaxy Nexus الذي تضمن الإصدار الجديد من أندرويد والذي بدوره نقل مجموعة من خصائص الإصدار السابق الخاص بأجهزة التابلت إلى أجهزة الهواتف الذكية مثل الأزرار الثلاثة وظهور اللون الأزرق، كما تضمن مجموعة من الخصائص الجديدة الصغيرة مثل Face Unlock وتحليل بيانات استخدام الشبكة بالإضافة إلى ظهور الشكل الجديد لتطبيقات البريد الإلكتروني والروزنامة.
الإصدار الثامن من أندرويد Android 4.1 Jelly Bean عام 2012
شهد هذا الإصدار الجديد الظهور الأول لخاصية Google Now والتي يمكن الوصول إليها من خلال سحب الشاشة الرئيسية للكشف عن مجموعة من البيانات التي تخص المستخدم مثل التاريخ والبريد والأحداث المحددة مسبقًا على الروزنامة وأيضًا تقارير الطقس، وتعد هذه الخاصية هي القاعدة التي بني عليها فيما بعد مساعد جوجل الذكي المتميز.
الإصدار التاسع من أندرويد Android 4.4 Kitkat عام 2013
بظهور هاتف Nexus 5 ظهر الإصدار الجديد من أندرويد والذي تضمن واحدة من أكثر الترقيات على مستوى التصميم تميزًا حيث تم مرة أخرى تغيير النمط اللوني الأزرق إلى اللون الأبيض كما تضمن مجموعة من الترقيات على مستوى تصميم التطبيقات المدمجة في النظام.
بالإضافة إلى ذلك تضمن الإصدار الجديد خاصية البحث عبر قول عبارة OK, Google والتي أتاحت للمستخدمين الوصول لخاصية Google Now في أي وقت كما شكلت نواة لنظام الذكاء الاصطناعي لجوجل. وتضمن الإصدار أيضًا تطبيق اتصال جديد، التطبيقات كاملة الشاشة وأيضًا ظهر تطبيق Hangout والذي جمع بين إمكانية تلقي الرسائل النصية القصيرة وإجراء مكالمات الفيديو.
الإصدار العاشر من أندرويد Android 5.0 Lollipop عام 2014
ظهر هذا الإصدار للمرة الأولى مع هاتف Nexus 6 وهو الإصدار الذي كشف عن خاصية Material Design التي طورتها جوجل. بالإضافة إلى ذلك شهد هذا الإصدار مجموعة من الترقيات الرئيسية على مستوى نواة وطبيعة نظام التشغيل وهو ما ساعد على دعم التطبيقات وزيادة سرعتها وتقليل المساحة التي تشغلها من المذاكرة العشوائية.
كما تضمن الإصدار ترقيات على مستوى نظام الإشعارات وأيضًا دعم الصور بصيغة RAW. ومع الإصدار الجديد ظهر أول نظام تشغيل أندرويد مخصص للتليفزيون وهو النظام الذي لا يزال داعمًا لأجهزة التليفزيون الذكية حتى الآن.
الإصدار الحادي عشر من أندرويد Android 6.0 Marshmallow عام 2015
جمع هذا الإصدار بين التغييرات على مستوى التصميم وعلى مستوى الخصائص الداخلية في الوقت ذاته. حيث تم تغيير القائمة الرئيسية كليَا حيث تم الاستعانة بالخلفية البيضاء بديلة عن الخلفية السوداء مع إضافة مربع للبحث أعلى القائمة للبحث بين التطبيقات بسهولة.
كما تضمن الإصدار خاصية متابعة نشاط الذاكرة العشوائية والمساحة التي شغلتها التطبيقات المختلفة خلال 3، 6، 12 أو 24 ساعة. كما أصبح بإمكان المستخدم من خلال أزرار التحكم في الصوت، أن يتحكم في مستوى الصوت للرنين والتطبيقات وأيضًا للتنبيهات. وعلى مستوى التأمين تضمن الإصدار ترقيات كبرى أبرزها دعم ماسح البصمة.
الإصدار الثاني عشر من أندرويد Android 7.0 Nougat عام 2016
أحد أبرز ترقيات نظام تشغيل أندرويد وأكثرها ذكاء، فقد شهد هذا الإصدار ظهور مساعد جوجل الذكي Google Assistant والذي حل محل خاصية Google Now التي استمرت على مدى بعض السنوات.
بالإضافة إلى مساعد جوجل الذكي، تضمن هذا الإصدار تحسينات على مستوى نظام الإشعارات من حيث شكلها ومن حيث إمكانية التحكم فيها وتأثيرها على النظام. كما تم تطوير نظام المام المتعددة حيث أصبح من الممكن تقسيم الشاشة إلى نصفين سواء كنت تستخدم هاتف ذكي أو جهاز لوحي. وقد عمل هذا الإصدار على عدة هواتف بارزة مثل أول هواتف جوجل هاتف Google Pixel.
الإصدار الثالث عشر من أندرويد Android 8.0 Oreo عام 2017
اهتم هذا الإصدار الجديد بالمهام المتعددة كما لم يفعل نظام من قبل، حيث تضمن خواص مثل الصورة داخل الصورة وإمكانية تقسيم الشاشة من أندرويد دون الحاجة لتطوير من الشركات أو التطبيقات الأخرى. كما تم تطوير نظام الإشعارات مرة أخرى حيث أصبح بإمكان المستخدم تحديد الإشعارات التي يرغب في ظهورها وماذا يحدث عند ظهورها أيضًا، كما تم ظهور خاصية Notification Dots بالإضافة إلى إمكانية إيقاف الإشعارات مؤقتًا مع تحديد وقت ظهورها مرة أخرى.
وحتى هذه اللحظة لا يزال هذا الإصدار هو الأكثر استخدامًا في الهواتف الرائدة الجديدة حيث تعمل به هواتف مثل Samsung Galaxy Note 9 وغيرها من الهواتف الرائدة لعام 2018.
الإصدار الرابع عشر من أندرويد Android 9.0 Pie عام 2018
بعد مرور عشرة أعوام على ظهور الإصدار الأول من أندرويد ظهر إصدار Android 9.0 Pie والذي تضمن مجموعة من الترقيات الهائلة وأبرزها التخلي عن الأزرار الثلاثة لإضافة نظام تصفح تفاعلي لنظام التشغيل، بالإضافة إلى عدة خصائص أخرى مثل Adaptive Battery التي يمكن من خلالها التحكم في كيفية استغلال التطبيقات لمصادر الطاقة وأيضًا خاصية Digital Wellbeing التي تقدم تقارير مفصلة للمستخدم عن نشطاه على هاتفه وكيفية استخدامه له.
وقد بدأ ظهور الإصدار الجديد في عدد محدود من هواتف هذا العام أبرزها بالتأكيد هاتف Google Pixel 3 بالإضافة إلى بدء حصول بعض الهواتف للإصدار الجديد.
التعليقات
You must be logged in to post a comment.
كن اول من يضع تعليق !