ماركات الموبايل

ماذا نعرف عن لعبة الحوت الأزرق التي تهدد مراهقي العالم

التصنيف : مقالات

عدد المشاهدات : 2463

على الرغم من معرفة بعض الأشخاص بلعبة الحوت الأزرق ولعبها عن طريق الهواتف الذكية، أو الأجهزة اللوحية الذكية وحالة الغموض والتشويق التي تحيط بها، إلا أن القضية لم تتفجر في مصر بشكل كبير، إلا بعد تداول أنباء عن انتحار خالد حمدي الفخراني نجل البرلماني الشهير سابقاً، والذي أقدم على شنق نفسه في منزله مستغلا غياب أي أحد عنه، لتبدأ بعدها العديد من الشائعات التي تم تأكيدها فيما بعد، لتربط بين أقدام خالداً على الأنتحار وبين لعبة الحوت الأزرق.

وهكذا تحول الحديث عن اللعبة من مجرد شائعات مترامية الأطراف ومحاولات لتسليط الضوء عليها، لبحث حقيقي عن هذه اللعبة وجذورها وأسباب انتشارها، وما اذا كانت تدفع الشباب للانتحار بالفعل أم لا. ولماذا تقف العديد من الحكومات عاجزة عن اتخاذ أي قرارات ضد هذه اللعبة، وكيف يمارسها الفضوليين الباحثين عن تجربة لما لا يعرفونه على وجه التحديد؟ بالأضافة للأبعاد التاريخية والأنسانية لهذه اللعبة الغريبة.

ونحاول من خلال سطور موضوعنا تسليط الضوء على لعبة الحوت الأزرق ومضارها، وكيف بدأت وانتشرت بين أوساط الشباب والمراهقين، وهل بالفعل تدعو اللعبة للانتحار أم أنها مجرد محاولة لتبرير بعض حوادث الانتحار لأسباب أسرية أو مشكلات نفسية؟

بداية الحوت الأزرق

بدأت لعبة الحوت الأزرق في روسيا، وبشكل مجهول، حيث بدأت مجموعات على مواقع التواصل الأجتماعي تحاول استقطاب الشباب والمراهقين بدعوى تجربة لعبة مختلفة وجديدة، من خلال مجموعة من الأوامر يتلقاها اللاعب من شخص أخر خفي من خلال مواقع التواصل الأجتماعي وأساليب المجموعات السرية والغير متاحة للجميع Secret or private groups. والتي يلتقي فيها الشباب برئيس المجموعة أو المسئول عنها.

وفي بداية الأمر لم تكن اللعبة منتشرة أو شهيرة بين اللاعبين، لكن بعد حوادث انتحار حوالي 13 مراهق روسي في فترة زمنية متقاربة، بدأت الكثير من علامات الاستفهام تحوم حول اللعبة، وتربط بين حوادث الانتحار وبين الحوت الأزرق، وبدأت الكثير من نظريات المؤامرة في الظهور حول من هم مؤسسي اللعبة وما الهدف من محاولتهم اجبار الشباب على الأنتحار. لكن نظريات المؤامرة الأكبر ظهرت بالتزامن مع انتشار اللعبة في المنطقة العربية.

وفي البداية انتشرت لعبة الحوت الأزرق في دولة الكويت، ثم انتشرت للعديد من الدول العربية الأخرى، وتقول العديد من التقارير الصحفية والأخبارية أن اللعبة مسئولة عن انتحار العديد من المراهقين ومن هم في سن الشباب في المنطقة العربية وتحديدا الكويت والأمارات. كما حذرت العديد من الدوريات الصحفية والمسئولين عن الأمن في الدول العربية المراهقين من ممارسة هذه اللعبة ووصل الأمر حتى التحريم الديني لكل من يحاول التعمق في اللعبة أو الانضمام لها.

كيف تلعب الحوت الأزرق؟

وتعتمد اللعبة على انضمام الشاب أو المراهق لمجموعة مغلقة أو سرية على أحد مواقع التواصل الأجتماعي، ويتم توزيع المستخدمين على مجموعة من المشرفين، أو أصحاب اليد العليا، وهم من يملكون الحق في أمر الشباب بالقيام بأعمال معينة أو تنفيذ خطط محددة. وتستمر اللعبة على مدار حوالي 50 يوم، وتشمل الأوامر العديد من الأمور مثل ضرورة الاستماع لأغاني كئيبة أو موسيقى حزينة، أو حتى أن يقوم المستخدم بجرح نفسه أو رسم الحوت الأزرق على الجلد باستخدام الأبر أو من خلال الألات الحادة أو الأمواس. ومن ثم يصور نفسه بكاميرا الهاتف الذكي ويرسلها للقائم على اللعبة

ومع استمرار المستخدم في التقدم وممارسة الالعاب، يكون عليه أن يثبت الولاء للقائمين على اللعبة، من خلال تصوير نفسه بعد أن يقوم بتنفيذ ما يطلب منه، أو من خلال تقديم معلومات معينة عن نفسه وحياته وأسرته وكيف يعيش حياته اليومية، وكلما استمر اللاعب في التعمق في اللعبة والتواصل مع القائمين عليها تزداد العلاقة بينهما قربا وتعمقا، ويزداد هو تصميما على محاولة تنفيذ كل ما يطلب منه مهما بدا غير منطقي أو عقلاني.

ومع اقتراب وقت الـ 50 يوم في النفاد تزداد  الأوامر المطلوبة من المستخدم صعوبة، ويزيد شعور المستخدم بالارتباط مع اللعبة، ثم تأتي اللحظة الحاسمة التي يطلب فيها مصممي اللعبة أو المسئولين عنها من المشترك الانتحار، ويبدو أن أحدا لا يستطيع التراجع عن قراره نتيجة المعلومات الشخصية والحساسة التي يكون قد أدلى بها للقائمين على اللعبة، حيث يتم تهديده بألحاق الأذى به أو بأفراد أسرته إذا أصر على رفض الحاق الأذى بنفسه.

لماذا لا يمكن حجب الحوت الأزرق

ولعل الكثير من التساؤلات التي يطرحها الناس بخصوص هذه اللعبة الخطيرة. لماذا لا تقوم الحكومات بمنع هذه اللعبة ومنع الدخول لمواقعها الكترونيا؟ ولماذا لا تقوم شركات صناعة الهواتف الذكية وتسويق التطبيقات الخاصة بها مثل ابل وجوجل المسئولة عن نظام التشغيل أندرويد بحجب التطبيقات التي تقدم للمراهقين هذه اللعبة؟

والأجابة هنا أن هذه اللعبة غير موجودة على موقع الكتروني محدد، ولا يوجد تطبيق يقدم هذه اللعبة للمستخدمين وبالتالي يمكن حذفه أو ايقافه. لكن في حقيقة الامر فأن اللعبة قائمة على التواصل مع بعض المستخدمين على مواقع التواصل الأجتماعي، ومن خلال جروبات الفيس بوك السرية، أو مجموعات الدردشة التي لا يعرف أحد عنها شىء على موقع تويتر على سبيل المثال.

لذلك لا يمكن حذف أو ايقاف اللعبة لأنها قائمة بالمقام الأول على التواصل مع الأخرين وتنفيذ ما يطلبونه منهم، لكن يمكن مكافحة هذه اللعبة من خلال توعية الشباب والمراهقين بخطورتها، والرقابة الصارمة من الأهل على سلوك أطفالهم، ومحاولة توعية المراهقين وشغل وقتهم بما يجعلهم في غنى عن محاولة تجربة هذه اللعبة أو الانضمام لها بأي حال من الأحوال. وهذا ما نناقشه معكم في الفقرة القادمة.

كيف نتصدى للحوت الأزرق

ويمكن التصدي لهذه اللعبة الخبيثة من خلال توعية المراهقين بضرورة شغل وقت فراغهم بما هو مفيد ونافع. كما يجب على الأهل متابعة الابناء بصورة كبيرة وشاملة، وملاحظة اي تغيرات تطرأ على مواعيد النوم والاستيقاظ الخاص بهم، كما يجب عليهم متابعة ما اذا كانت هناك أي جروح أو خدوش قد قاموا بها على جسمهم، بالاضافة لضرورة متابعة اتصالهم بالأنترنت ومن هم الأشخاص الذين يقومون بالتواصل والتراسل معهم.

كما يجب أن نعطي أنفسنا مهلة للتفكير، ما اذا كانت هذه اللعبة قد تم تضخيمها وتضخيم دورها في حياة المراهقين واعطائها مالاتستحقه، من خلال ربط بعض حالات الانتحار بهذه اللعبة والتي قد لا يكون لها دخل مباشر بها، فالعديد من حالات الانتحار بين المراهقين تحدث نتيجة العديد من المشكلات الاخرى مثل المشكلات العائلية بين الأهل أو المشكلات النفسية وغيرها من التعقيدات.

وفي النهاية وما بين الحقيقة والخرافة، يبدو أن الايام القادمة ستحمل الكثير من الأخبار بخصوص هذه اللعبة، وكيفية التصدي لها والقبض على الاشخاص الذين يحاولون العبث بالشباب سواء في المنطقة العربية أو على مستوى العالم.

التعليقات



    كن اول من يضع تعليق !

تابعونا على الفيس بوك