إكتشاف جديد يجعل شحن بطارية الهاتف في ثوان قليلة
شهدنا في العقد السابق تطور تقني ملحوظ في صناعة الهواتف المحمولة، فقبل ظهور الهواتف الذكية بفترة كان الهاتف المحمول هو الجهاز الذي أبهر العالم حيث أصبح بإمكاننا إجراء مكالمات صوتية خارج المنزل أو مكان العمل بكل سهولة، دون الحاجة إلى الجلوس بجانب جهاز متصل بشبكة توصيل عن طريق الأسلاك، كل هذا كان إرضاء للحاجة في إجراء الاتصالات في أي وقت، ثم ظل التطور قائمًا في الصناعة بإدخال المزيد من الخصائص للهاتف المحمول كتشغيل الوسائط المتعددة كالصور والفيديوهات والملفات الصوتية، ثم المزيد من وسائل الإتصال لنقل هذه الوسائط المتعددة من هاتف للآخر.
وظل التطور قائمًا إلى أن بدأت الهواتف تعمل باللمس، وكانت شاشات اللمس تقدم تقني ملحوظ في الهواتف المحمولة، حيث كانت الفكرة قبل ذلك بمثابة خيال علمي للمستخدمين، لكنها تحققت إلى أن أصبح الأمر إعتياديًا للغاية في يومنا هذا، أتت بعد ذلك الهواتف الذكية وأنظمة التشغيل الحديثة، التي كانت بمثابة ثورة فكرية في الجوالات، جعلت من الجوالات جهاز رئيسي في حياة كل شخص منا يساعده في حياته اليومية بشكل كبير، أصبح الاتصال بالانترنت سهل ومتوفر طوال الوقت، ويظل التطور قائمًا وفي تزايد مع مرور الوقت، أصبحت بصمة الأصبع وقزحية العين وسيلة حماية، أصبحت الهواتف الذكية تستطيع تمييز المستخدم من ملامح وجهه، وعن الطريق الذكاء الصناعي يستطيع الهاتف أن يفهمك ويتجاوب مع أوامرك الصوتية في تقنيات المساعد الرقمي، وتتعدد التقنيات والتطورات في التكنولوجيا الخاصة بصناعة الهواتف الذكية.
لكن يظل هناك فكرة قائمة لابد أنها خطرت للكثير من المستخدمين أثناء ممارسة الاستخدام للهواتف الخاصة بهم، ألا وهي متى سيأتي اليوم الذي سنتوقف فيه عن تخصيص وقت لشحن بطارية الهاتف، ومتى تحقق التكنولوجيا تطورًا كافيًا لصناعة جوال لا يحتاج إلي الشحن الكهربي بين الوقت والآخر.
على ما يبدو أن هذا سيتحقق قريبًا، استطاع فريق أبحاث المواد متناهية الصغر بجامعة دريسكيل الأمريكية أن يقترب من حل لهذه المشكلة، وفقًا لأبحاث ودراسات أجراها الفريق كانت نتائجها أن البطاريات التقليدية تعمل بمسارات أيونية معقدة، تتولد عنها مقاومة كبيرة للمسار الكهربي وبطء لحركة الأيونات في الدائرة الكهربية داخل البطارية، مما يؤدي إلى تعقيد حركة عدد كبير من الأيونات في الوصول لوجهتها، وفقد كبير في الطاقة في عمليتي الشحن والاستهلاك للبطارية، وذكر الفريق أن الحل لهذه المشكلة هو تسهيل الحركة الكهربية داخل البطاريات عن طريق تقليل تلك المقاومة.
والتطبيق العملي لهذه النظرية يأتي في تصميمهم لما يسمى بأقطاب الماكروبوروس، والتي تتكون من مادة يطلق عليها اسم إمزين (MXene)، وهي مادة ثنائية الأبعاد فائقة في التوصيل الكهربي، حيث تتكون المادة من جزيئين من الهيدروجين الهلامي وأكاسيد المعادن، لتسهل مسارات مادة الإمزين الحركة الكهربائية للأيونات و تقليل فقد الطاقة لأقصى حد ممكن في عمليتي شحن البطارية والاستهلاك الكهربائي منها، لتكون النتيجة النهائية هي شحن البطارية بالكامل في أجزاء صغيرة من الثانية تقاس بالمللي ثانية وهي وحدة تقسم الثانية إلى ألف جزء، وقد ذكر فريق البحث أن التطبيق العملي الكامل للبطاريات لتصبح جاهزة للسوق التجاري بإستخدام هذا المسار الجديد سيستغرق بعض الوقت قد يصل إلى ثلاث سنوات، وأن هذا الاكتشاف سيضيف مسار تقني جديد للأجهزة الإلكترونية، حيث ستنتهي فكرة تخصيص الكثير من الوقت لشحن البطاريات، كما أن هذا لن يطبق على الهواتف الذكية فقط بل سيصبح جاهزًا للتطبيق على الأجهزة الإلكترونية التي تعمل بالبطاريات كالحاسبات المحمولة وغيرها من الأجهزة بل سيمكن تطبيقها علي بطارية السيارات في يوم من الأيام.
كن اول من يضع تعليق !