لماذا لا يجب أن تشتري الهاتف الذكي في أول شهر من طرحه بالأسواق

التاريخ : 18 January، 2018

عدد المشاهدات : 3445

الهواتف الذكية باهظة الثمن واختيارها ليس سهلًا، حتى هواتف الفئة المتوسطة تعتبر باهظة الثمن نسبيًا، هذه ليست أخبارًا جديدة، فاختيار هاتف جديد غالبًا ما يسبقه الكثير من البحث والتحرّي والاستقصاء وقراءة المراجعات الخاصة بالهواتف ومواصفاتها وأيضًا قراءة المقارنات بينها وبين الهواتف المختلفة من الشركات المنافسة، حتى تتمكن في النهاية من أخذ قرار يبقى أثره معك لسنوات.

وإذا كان اختيار هاتفًا جديدًا صعبًا إلى هذا الحد، فما الذي يدفع البعض إلى شراء الهواتف الجديدة فور طرحها بالأسواق؟ بالطبع شعور التفرّد بأنك أول من حصل على الهاتف بين أصدقائك شعورًا جيدًا، لكن أيستحق بالفعل المجازفة؟ وهل لا يستحق التفكير وقتًا أكبر؟ لماذا لا يجب أن تشتري الهاتف الذكي في أول شهر من طرحه بالأسواق؟

الهاتف الذكي

فحص السوق وفصل الهواتف السيئة عن الجيدة

بعد طرح هاتف Google Pixel 2 XL اكتشف بعض المستخدمين مشكلات فيما يخص الشاشة، حينها وعدت شركة جوجل بإصلاح كافة المشكلات، وهو شيء جيد ويُحترم من الشركة، لكن -أظن- أن الأفضل هو الحصول على هاتف بلا مشكلات، بدلًا من الاضطرار لانتظار الاصلاحات حتى يتمكن المستخدم من استعمال الهاتف بصورة طبيعية.

ويمكن القول أن هذه المشاكل كان بالإمكان ألا توجد من الأساس، لو انتظرت الشركة قليلًا قبل طرح الهاتف، حتى تتمكن من إصلاح مشكلات التشغيل، بدلًا من استخدام محبي الحصول على الهواتف قبل من حولهم في تجربة الهاتف، ثم إصلاح ما يجدونه من مشكلات، خصوصًا أن سعر الهواتف في بداية طرحها في الأسواق تكن عالية، لذا يجب على المشتري أن ينتظر قليلًا، حتى يستطيع معرفة الهواتف الأفضل في الأسواق، وعدم شراء هاتف باهظ الثمن مليء بالمشكلات.

اقرأ أيضًا: مميزات وعيوب هاتف HTC U11 Plus

أيمكنك سماعي الآن؟

ولا تتخصص المشكلات في الخصائص الخارجية للهاتف بس الشاشة والسماعات وغيرهم، بل أيضًا تمتد لتشمل البرامج الداخلية وإعدادات الهاتف، مثلًا، أعلنت شركة سامسونج عن تطبيق Bixby المُشابه لـ Google Assistant قبل طرحها هواتف Samsung Galaxy S8 وS8 Plus، وعندما اشترى المستخدمون الهواتف، وجدوا أن تطبيق Bixby لا يعمل، وعلموا فيما بعض أنه متاح فقط في كوريا الجنوبية.

اقرأ أيضًا: مميزات وعيوب هاتف Oneplus 5T

بعد الشكاوى والاستنكارات، قررت سامسونج تعديل الهواتف، حتى أصبح التطبيق يعمل في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، وبالطبع المشكلة تقع على كاهل سامسونج لا على كاهل المستخدمين الأوائل، لكن هذه إحدى مساوئ وسلبيات الحصول على الهواتف قبل بقائها في الأسواق لوقتٍ مناسب حتى يتم تجربتها.

الهاتف الذكي

انخفاض الأسعار

من المألوف أن نرى سعر الهاتف ينخفض قليلًا بعد مكوثه فترة لا بأس بها في الأسواق، حيث تبدأ الهواتف الأحدث في النزول إلى السوق مما يخفض سعر الهواتف الحديثة قليلًا، خصوصًا الهواتف التي ليست سامسونج أو أبل مثل Vivo وOppo وغيرهم، مثلًا، بعضها على شكل تخفيضات تطول أوقاتها، وبعضها على شكل تخفيضات محددة الوقت لتشجيع المستخدمين على شراء الهاتف.

دعنا نتخيل، ما شعور الشخص الذي اشترى هاتف Huawei مثلًا، وبعد فترة قليلة نسبيًا علم أن الهاتف انخفض سعره إلى النصف؟ أنها مخاطرة لا طائل من ورائها، الحصول على الهاتف قبل الجميع لا يجعلك -بأي حال من الأحوال- مميزًا، خصوصًا في عالم مفتوح كعالم الهواتف الذكية، التي تتقارب خصائصها وتختلف أسمائها فقط.

المختبرين الأوائل

إذا أردت اختيار هاتفك بتأنِ، فيجب عليك أن تنتظر المشترين الأوائل، أو في هذه الحالة المُختبرين الأوائل، الذين يجربون الهاتف ويعرفون ما به من أخطاء ومشكلات، ويخطرون الشركة حتى تُصلحها، والجيد في أمر المختبرين الأوائل، أن أعدادهم يُمكن أن تكون بالآلاف والملايين أيضًا، لذا ستتأكد أن الهاتف تم تجربته في جميع الأحوال وبكل الطرق وفي جميع أنحاء العالم، وكل ما عليك هو قراءة مراجعاتهم عن الهاتف، وما ينتشر عبر المواقع المختلفة وصفحات التواصل الاجتماعي، حتى تتمكن من تكوين فكرة أفضل عن الهاتف.

الانتظار دائمًا ما يمنحك الفرصة للنظر عن قرب ومعرفة المزيد عن الهاتف المُراد شراؤه، حتى أن بعض العاملين في تقديم مراجعات عن الهواتف يقولون أن نقاط الضعف لا تظهر في الهاتف قبل -على الأقل- 48 ساعة من شرائه، ويمكن ألا تظهر حتى انتهاء الأسبوع الأول، فجميع الهواتف تبدو أفضل في الأيام الأولى، لكن بعد تحميل التطبيقات واستعمالها يوميًا في ظروف مختلفة، تبدأ المشكلات في الظهور، بعد الأسبوع الأول لم تعد البطارية تستمر لوقتٍ طويل، أو الكاميرا لا تبدو جيدة عند استعمالها في ضوء منخفض، وغيرها من المشكلات التي تظهر مع الوقت.

الهاتف الذكي

لا تقع فريسة للضجيج

قبل طرح الهواتف الذكية في الأسواق، تتبارى الشركات في ملعب الإعلانات والدعاية، حيث يفوز الهاتف صاحب الامكانيات المميزة والدعاية الجيدة أيضًا، وتمتلئ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الإعلانات، سواء الصفحات الخاصة بالهواتف الذكية أو الصفحات الشخصية للمُشترين الأوائل، الذين يعلنون عن فوزهم بالحصول على الهاتف الجديد بكثرة على صفحات التواصل الاجتماعي، مما قد يدفع البعض للتفكير في شرائه.

في أوقات الضجيج، عُد خطوتان للوراء ولا تندفع، حتى تقرأ وتعرف أكثر عن الهاتف الجديد وامكانياته وما يقوله المُجرّبين وكُتّاب المراجعات، فأنت في النهاية لا تريد خسارة أموالك على هاتف تكتشف بعد أقل من أسبوع وجود مشكلات في شيء أساسي منه كالشاشة مثلًا، خذ وقتك في التفكير، وابحث عن النسخ الأقدم من الهاتف الذكي الذي تريده، واقرأ عن بقائها في الأسواق ومدى تطوّر النسخة المُراد شرائها عن القديمة، فإذا لم يكن تطويرًا كبيرًا يمكنك شراء النسخة الأقدم بسعر أقل بكثير من سعر النسخة أو الإصدار الجديد.

تقدّم بحذر

ما الأهم؟ الحصول على الهاتف الذكي الجديد قبل الجميع؟ أم الحصول على هاتف عملي ومُرضي لك وتوجد به مشكلات صغيرة لا تُعكر صفو استخدامك له؟ هل ستشعر بالتفوق الطبقي إذا قررت صرف مبلغ 500 دولار على هاتف تكتشف به مشكلة منذ اليوم الأول لاستخدامه؟ وكأنك قررت رمي الـ 500 دولار على الأرض دون استفادة.

اقرأ أيضًا: كيف تختار هاتف ذكي للشراء؟

الانتظار والتقدّم بحذر تجاه خطوة شراء الهاتف الذكي تمنحك الوقت المناسب للتفكير، ومن المعروف -بشكلٍ عام- أن أفضل الأشياء هي التي تقف في وجه الزمن، فالرويات الجيدة التي كُتبت في أربعينيات القرن الماضي لا تزال تُقرأ حتى الآن، والأفلام الممتعة الجيدة التي أُنتج في الخمسينيات لا تزال تُشاهد حتى اليوم، وكلما صار الزمن كلما زادت قيمة العمل الجيد، هذا ما ينطبق -قليلًا- على الهواتف الذكية، فكلما مر الوقت وكان الهاتف لا يزال قادرًا على المنافسة في سوق الهواتف الذكية، كلما زادت قيمته واستحق لقب الأفضل.

الهاتف الذكي