ماركات الموبايل

هل وصلت صناعة الهواتف الذكية إلى ذروتها؟

التصنيف : مقالات

عدد المشاهدات : 2375

في كلمته الرئيسية في مؤتمر ومعرض MacWorld شهر يناير من عام 2007، قدّم ستيف جوبز إلى العالم الجيل الأول من الـ iPhone، قبل أن يرفعه بيديه في الهواء وكأنه ممُسك بشعلة نارية، وقتها قال جوبز: “اليوم، أبل ستُعيد اختراع الهاتف” وصدق. بغض النظر عن مشاعرك تجاه أبل أو حتى ستيف جوبز نفسه، لن تستطيع أن تُنكر أن كُتب التاريخ ستُصنّف الهواتف المحمولة إلى فترة ما قبل الـ iPhone وما بعده، كان الجهاز بالفعل مُغيّرًا للعبة، وأعاد اختراع تعريف الهاتف المحمول بأكمله.

منذ ذلك الحين وخلال 11 عامًا، أصبحت الهواتف المحمولة أكبر وأسرع وأكثر قوة؛ مُسلّحة بمميزات وخصائص لم نكن حتى نتوقعها، وبعيدًا عن نجاح كل هاتف ذكي على حدة، تشترك جميعها في وصفٍ واحد، جهاز في حجم كف اليد أو أكبر قليلًا في واجهته شاشة تعمل باللمس تُستخدم للوصول إلى التطبيقات، فهل هذه نهاية المطاف؟ هل انتهت التصميمات ولا يوجد تصميمًا مختلفًا للهواتف؟ هل وصلت صناعة الهواتف الذكية إلى ذروتها؟

اقرأ أيضًا: أول ما يجب عليك فعله عند اقتناء هاتف أندرويد

تاريخ تطوّر الهواتف والهواتف الذكية

وصل أول هاتف يعمل بالضغط على الأزرار إلى الأسواق في بداية الستينيات من القرن العشرين، لكن الهاتف ذو القرص الدوّار تماسك ولم يختفِ من الأسواق لعدة سنوات، لكنه في النهاية استسلم للأمر الواقع واختفى تمامًا وأصبح جزءً من الماضي، بسبب سهولة وبساطة وسرعة استعمال الهاتف ذو الأزرار، حيث قدمت النغمات الخاصة بكل ضغطة على رقم -النغمات التي تظهر عندما تضغط على الأزرار- فرصة تفعيل أنواع جديدة من التكنولوجيا مثل الاتصال الآلي والبريد الصوتي المحمي بكلمة مرور خاصة والشراء عبر الهاتف.

ولا تزال الهواتف ذات الأزرار ناجحة بعد ما يقرب من 55 عامًا من طرحها تجاريًا، ولازلنا نستخدمها حتى الآن في الشركات والمكاتب والبيوت، بالطبع تبدو هيئته مختلفة حاليًا حيث يمكن أن يكون لاسلكيًا مثلًا، لكن تشغيله واجراء المكالمات عن طريقه يتم بطريقة واحدة منذ الستينيات، رفع السمّاعة وطلب الرقم ثم التحدّث وإعادة السمّاعية إلى الهاتف مرة اخرى.

اقرأ أيضًا: هل يظل المستخدمين يعتبرون أبل الأفضل بعد اعترافها بابطاء الأجهزة

لم يتغير الهاتف منذ ما يقرب من 55 عامًا رغم الابتكار والنمو، لكن ذلك يبدو مختلفًا فيما يتعلّق بالهواتف المحمولة، حيث أنها في تحديث مستمر منذ عام 2007، وإذا كنت تريد أن تعرف أنها تغيّرت كثيرًا وأن الـ iPhone وضع تعريفًا جديدًا لكلمة الهاتف المحمولة، وبتجربة بسيطة يمكن كشف تطوّر الهاتف المحمول السريع، تخيّل اعطاء هاتف نوكيا 2760 -الهاتف الصادر في نفس عام صدور الآي فون- إلى أحد الأطفال، ثم طلبت منه ارسال رسالة نصية إلى أبويه، فعلى الأرجح لن يستطع، وإذا قررت إعادة المحاولة بهاتف الجيل الأول من آيفون فسوف ينجح الطفل بسهولة.

لكن الفكرة الأساسية في أن صناعة الهواتف المحمولة لم تذهب لما هو أبعد من ذلك، نعم، يُعلَن عن هاتف ذكي جديد يوميًا تقريبًا، والعديد منهم يدّعون أنهم مميزون وأن بامكانهم قلب الصناعة رأسًا على عقب، حيث يقدمون مُعالجات قوية بشكل لا يصدق، وبطاريات ممتدة الأعمار، وتكنولوجيا الكاميرات التي تُعطي محبي التصوير الفرصة لالتقاط صور ذات جودة عالية توازي الصور الاحترافية، ولكن لا يوجد هاتف استطاع نقلقنا إلى عصر ما بعد الجهاز الموازي طوله لطول كف اليد وشاشته تعمل باللمس، تفاصيل الهواتف وخصائصها تتطوّر بسرعة، لكن الجوهر لا يزال كما هو، لكن ذلك لم يمنع بعض المُصممين من المحاولة.

محاولات تطوير الهواتف الذكية

مثلًا، طرحت شركة ZTE هاتف ZTE Axon M عام 2017، والذي يبدو وكأنه هاتف ذكي عادي وإن كان ضخمًا بعض الشيء، وسبب الضخامة وجود شاشة ثانية في الجزء الخلفي منه، مما يجعل الهاتف المستطيل هاتفًا مُربعًا كبيرًا، وهي فكرة مبتكرة وجديدة، لكنها لم تلق رواجًا، مثلها مثل سامسونج التي طرحت هاتف Galaxy Round بزجاج مُنحني، الذي يبدو كأنه إحدى هواتف فئة Note لكنه سُحق من منتصفه وأصبح مقعّرًا، ورغم الإشادة من البعض بأنه يساعد على انخفاض وهج الشاشة وتأثيره على العين، جاءت مبيعاته قليلة جدًا.

ZTE Axon m

حاولت شركة بلاك بيري أيضًا كسر النمط المُعتاد وإعادة لوحة المفاتيح الفعلية إلى هاتفها KEYone، مما يُذكّر البعض بالتصميمات الأكثر شهرة من بلاك بيري لكن بشاشة أكبر حجمًا وقابلة للمس، وهو ما لم يثير القاعدة الكبيرة من محبي الهواتف الذكية، إذ لم يهتم أحدٌ منهم بلوحة المفاتيح الفعلية في وجود لوحة مفاتيح قابلة للمس.

اقرأ أيضًا: تعرف على قدرات هاتف Blackberry Motion

انتشرت بعض التسريبات الشائعة عن هاتف Samsung Galaxy X القادم الذي سيكون قابلًا للطيّ، بزجاج مصنوع من الألياف الصناعية، حيث يمكن بسطه وطيّه من المنتصف ليصبح مربعًا كبيرًا -بشكل مُشابه لـ ZTE Axon M لكن أكبر-، فهل سيشتريه الناس بأعداد كبيرة؟ بناءً على البيانات وخلال السنوات الـ 11 منذ إطلاق هاتف iPhone، لم يلق هاتف فكّر خارج الصندوق رواجًا، وجميع الهواتف الناجحة التزمت تمامًا بالإطار المعروف، وجميع ابتكاراتهم لم تبتعد كثيرًا عنه.

اقرأ أيضًا: مراجعة هاتف (Samsung Galaxy A8+ (2018

والسؤال الذي يُثار هنا، إذا كانت صناعة الهواتف الذكية وصلت إلى ذروتها، ما هي الخطوة التالية؟ كيف يمكن للشركات أن تكسر القالب والنمط المعروف؟

أفلام الخيال العلمي مرجعًا للمُطوّرين والمُصممين

احتوت أفلام الخيال العلمي الهوليودية مثل سلسلة ستار تريك على العديد من الاختراعات والابتكارات التي اعتُبرت قديمًا من المستقبل والآن أصبحت واقعًا، فهل يمكن أن تتخذ شركات الهواتف الذكية من أفلام الخيال العلمي مصدرًا لها، هل يمكن أن نشهد هواتفًا ذكيةً نتحكّم بها دون لمس في المستقبل؟ أو حتى الهولوجرام ثلاثي الأبعاد الذي تتواصل معه بالصوت مثل الظاهر في فيلم “Blade Runner 2049” أو فيلم “Her” الصادر عام 2013.

لن تنقلب صناعة الهواتف الذكية رأسًا على عقب مرةً أخرى إلا إذا ابتكر أحد المُصممين جهازًا مختلفًا تمامًا عن الهواتف الذكية، بحيث لا يكون هاتفًا ذكيًا أصلًا، مثل ما حدث في صناعة الموسيقى من الانتقال من أسطوانات الفونوغراف إلى الشريط الذي يحتوي على 8 أغاني، ويمكن الاحتفاظ به في سياراتك والاستماع له في أي وقت من اليوم، أو مثل شرائط الفيديو (VHS) وأسطوانات الدي في دي، والشموع والمصابيح الكهربائية، وغيرها من الابتكارات التي تخطت سابقيها.

التعليقات



    كن اول من يضع تعليق !