بعض تطبيقات الألعاب تسمعك دون علمك
تذكّر، أثناء جلوسك لمشاهدة التلفاز، أن بعض تطبيقات الألعاب على الهاتف الذكي ربما تسمعك دون علمك، وتسمع ما تشاهده، حتى تتمكن من عرض إعلانات مناسبة لك، ولما تشاهده، حتى لو لم تكن تلعبها، مجرد وجودها على هاتفك يسمح لها باستراق السمع. بحسب تقرير نشرته جريدة نيويورك تايمز هُناك أكثر من 100 تطبيق لألعاب تتجسس عليك وتستسخدم الميكروفون دون علمك.
اقرأ أيضًا: مميزات وعيوب هواتف سامسونج A8 وA8+افتتاحية عام 2018
البداية من الإعلانات المُفاجئة
في النصف الأخير من القرن العشرين، ابتكر المدوّن “إيثان زوكرمان” ما يُطلق عليه (Pop up ads) وهي الإعلانات التي تظهر فجأة عند دخولك الكثير من المواقع، واعتذر عنها عام 2014 حينما قال أن النيّة لتصميمها لم تكن سيئة ولم يكن يعلم أنها ستتحوّل لأحد أكثر الأشياء المزعجة على الإنترنت، حيث لا تكتفي بالظهور كلما ضغطت على الصفحة، بل تستخدم تاريخ تصفحك في اختيار الإعلانات المتوافقة معك ومع اهتماماتك.
اقرأ أيضًا: ساعة PowerWatch X الذكية تعمل بحرارة الجسم
انتقل الأمر من الإعلانات التي تظهر بمجرد الضغط في أي مكان بمواقع الإنترنت التي تدعمها، إلى إعلانات فيس بوك التي تراقب اهتماماتك وإعجاباتك لتقدم لك محتوى مناسب لك، مما فتح نقاشًا عن تجسس فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى عليك من خلال الميكروفون في الهاتف الذكي، أو من خلال الكاميرا، ورغم نفي فيس بوك لا يُصدق عدد كبير من المستخدمين النفي، بل يتحدثون دائمًا عن مراقبة فيس بوك لهم.
اقرأ أيضًا: قائمة بالهواتف التي لن يدعمها واتساب في عام 2018
تفعل تطبيقات الألعاب نفس الأمر، ما يُعتبر مثالًا اخر على استخدام الشركات لهواتف المستخدمين دون علمهم، حيث تستخدم التطبيقات برامج من شركة ألفونسو، وهي شركة جديدة تجمع البيانات من مشاهدة التلفاز حتى تتمكن من عرض الإعلانات المناسبة على المستخدم، وبحسب تقرير نيويورك تايمز اشترت أكثر من 250 لعبة برامج ألفونسو، بعضهم مُتاحون لمستخدمي أبل وبعضهم مُتاح لمستخدمي أندرويد.
اقرأ أيضًا: كيف تشتري الهاتف الذكي الأمثل بالنسبة لك
تطبيقات الألعاب ليست وحدها
أعلنت شركة ألفونسو عن أن التطبيقات المُستخدِمة للبرامج لا يمكنها استخدام الميكروفون الخاص بالهاتف الذكي إلا بعلم صاحبه، حيث يوافق في البداية وقبل التحميل على استخدام الميكروفون. قال أشيش كورديا الرئيس التنفيذي لشركة ألفونسو أن المستخدم يمكنه تغيير قراره بشأن استخدام التطبيقات للميكروفون، وأضاف أنه يوجد ما يقرب من 1000 تطبيقات لألعاب ومواقع تواصل اجتماعي ورسائل وغيرهم يستخدمون ألفونسو.
اقرأ أيضًا: الهواتف الذكية التي تم الإعلان عنها في معرض CES 2018
أوضح “كورديا” أن شركة ألفونسو لا توافق عادةً على بيع برامج سماع الإعلانات إلى الألعاب الخاصة بالأطفال، رغم وجود عددًا كبيرًا من ألعاب الأطفال تستخدم برامج شركة ألفونسو، مما يُظهرها في النهاية على أنها واحدة من الشركات الصغيرة التي تحاول أن تستخدم التكنولوجيا في الدخول إلى غُرف المعيشة، وأخذ بعض المعلومات عن المستخدمين حتى يبيعونها إلى المسوّقين، لأنه ورغم استخدام البشر للهواتف الذكي أكثر من التلفاز، لكنه لا يزال قادرًا على جذب أكثر من 70 مليار دولار سنويًا كأموال للإعلانات.
اقرأ أيضًا: مقارنة بين Huawei Mate 10 pro و Lenovo K8 Plus
الشركات تراقبك ولا تراقبها أنت
التزايد المستمر في استخدام التطبيقات المختلفة لبرامج ألفونسو وما على شاكلتها، يفتح الباب أمام الكثير من الأسئلة حول خصوصية الأفراد والمستخدمين، حيث يجب على الشركات إخبار المستخدم بأنها تستخدم الميكروفون الخاص بهاتفه الذكي كي تمنحه الإعلانات المناسبة له، وتعطي له أيضًا حق رفض أو قبول ذلك، حتى لا يشعر أن خصوصيته انتُهكت لمجرد الحصول على معلومات تُفيد أصحاب الإعلانات.
اقرأ أيضًا: مراجعة هاتف LG Q6 أو النسخة الاقتصادية من هاتف LG G6
رغم عدم سماع تلك التطبيقات للأحاديث البشرية، تستخدم كل ما يُمكنها جمعه من إعلانات التلفاز والأفلام التي يُشاهدها المستخدم، لذلك يجب عليها أن تشرح للمستخدم ما تفعله بالضبط، ولا تكتفي بكتابة جملة مثل “السماح باستخدام الميكروفون للإعلانات” لأن المستخدم عادةً لن يفهم ما تقصده الجملة، ومن حقّه على الشركات أن تشرح له بوضوح ما تفعله.
اقرأ أيضًا: تطبيقات تساعدك على الإقلاع عن التدخين
صرّح “كورديا” أن شركة ألفونسو تتعامل مع الكثير من التطبيقات التي تستخدم الميكروفون مثل تطبيق “Shazam” الذي يستخدم الميكروفون في معرفة الأغنية المنقوله عبره، لكن شركة Shazam لم ترد على الإدّعاء. ما يزيد الأمر سوءًا، أن المستخدمين حاليًا يشترون الكثير من الأجهزة المُتصلة بالإنترنت مثل السمّاعات الداخلية الخاصة بجوجل، مما يجعلهم أكثر خوفًا من فكرة التجسس وانتهاك الخصوصية.
اقرأ أيضًا: سباق الهواتف الذكية، هاتف Honor 7x ضد هاتف Moto G5 Plus
علاقة شركة ألفونسو مع تطبيق Shazam أظهرت أنه يمكن أن يكون هُناك رابط بين ما تسمعه هواتفنا وما يظهر في إعلانتنا على مواقع التواصل بعد عدد قليل من الساعات، من ناحية أخرى، واجه العديد من المستخدمين مشكلة في التقاط صوت الأغنية التي يريدون معرفة اسمها عن طريق تطبيق Shazam بسبب وجود أصوات أخرى تُزاحمها في الخلفية، مما قد يجعلنا غير متأكدين من قدر المعلومات التي استطاعت شركة ألفونسو جمعها عن طريق التطبيقات.
اقرأ أيضًا: مراجعة هاتف Vivo V7 الهاتف الرسمي لكأس العالم
هذا بالطبع لا يمنع المستخدمين من التفكير في أنهم مراقبون في غرف معيشتهم ونومهم وحتى في بيوت أصدقائهم، تخيل أنك -كمستخدم- تحمل في جيبك ميكروفونًا مفتوحًا إلى جهة لا تعرفها، ليسمع أُناسٌ لا تعرفهم ما تُشاهد على التلفاز، حتى يتمكنوا من تصنيفك وعرض الإعلانات المناسبة لك عبر ما تستخدمه من تطبيقات ومواقع تواصل إجتماعي.
اقرأ أيضًا: مراجعة المواصفات والإمكانيات الداخلية لهاتف Essential
الأمر مرعب، ويشبه إلى حدٍ كبير رواية جورج أورويل الشهيرة “1984”، تخيل بالفعل أن تتحقق نبوءة الرواية، أن تُراقبنا الأجهزة وتتحكّم -بصورة أو بأخرى- في المحتوى الذي نشاهده أو نستمع إليه، تخيل أن يُشاهدك التلفاز بدلًا من أن تشاهده أنت، أو أن يسمعك الهاتف لا أن تسمعه أنت، الأمر غير مريح ويجب على الشركات التي تستخدمه تقديم أسباب معقولة ومنطقة لاستخدامه، حتى لا نشعر جميعًا أننا مراقبون في كل مكان.
اقرأ أيضًا: هل وصلت صناعة الهواتف الذكية إلى ذروتها؟
التعليقات
You must be logged in to post a comment.
كن اول من يضع تعليق !